تونس - تهدف زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى ليبيا-التي شرع فيها يوم الإثنين - إلى" التوصل إلى اتفاق بغية اسهام المؤسسات التونسية في اعادة إعمار ليبيا" مع امكانية" امتصاص" جزء من معدلات البطالة التي تعاني منها تونس وبالتالي" التخفيف"من المصاعب الاقتصادية التي تواجهها تونس حسب ما أكدت مصادر مطلعة. وكان عدد من اعضاء الحكومة التونسيةالجديدة بقيادة حمادي الجبالي قد أكدوا"إمكانية إستيعاب" السوق الليبية لزهاء 200 ألف عامل تونسي فيما ابرز المسؤولون في البلدين في وقت سابق على اهمية اسهام المؤسسات والشركات التونسية في اعادة اعمار ليبيا. وذكر مصدر رسمي ان الرئيس التونسي المؤقت يرافقه في هذه الزيارة وفد يتألف من عدد من الوزراء منهم وزير الشؤون الخارجية رفيق بن عبدالسلام ومجموعة"هامة"من رجال الأعمال تتقدمهم رئيسة منظمة أرباب العمل السيدة وداد بوشماوي. وفي هذا المضمار أجرى الرئيس التونسي في طرابلس مباحثات مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل تناولت حسب مصادر مسؤولة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتفعيل القطاع الخاص في تونس وليبيا خاصة فيما يتعلق بالشركات التجارية بينمااتفق الجانبان على تبادل زيارات الوفود الاقتصادية والتجارية وتفعيل برنامج التعاون المشترك بين الشركات الليبية والتونسية. وفي هذا المضمار دعا الرئيس التونسي إلى " تجاوز مرحلة التعاون بين تونس وليبيا إلى مرحلة الإندماج وإعادة ضخ الحياة من جديد في المغرب العربي" معربا عن " أمله" في أن تكون زيارته إلى ليبيا"منعطفا في حقبة جديدة من التاريخ الطويل المشترك بين البلدين". ومعلوم ان العلاقات بين تونس وليبيا تميزت خلال السنوات الفارطة بكثافة المبادلات التجارية حيث وصل حجم هذه المبادلات إلى أكثر من ملياري دولار سنويا فيما شهدت هذه العلاقات"توترات" بين الدولتين نتيجة المناوشات التي تكررت على مستوى المناطق الحدودية بالقرب من المعبر الحدودي البري المشترك "رأس جدير". وكانت تونس قد احتضنت على اراضيها عشرات الآلاف من المواطنين الليبيين الذين نزحوا إلى التراب التونسي فرارا من الاوضا ع المتازمة التي عرفتها ليبيا الامر الذي اعتبرته عدة اطراف في البلدين بمثابة " قاعدة صلبة " يمكن البناء عليها لتطوير العلاقات الثنائية. بيد ان المراقبين يرون ان هذه الزيارة تعتبر"سابقة لأوانها" بالنظر إلى أن الأوضاع الأمنية في ليبيا مازالت "هشة " وبالتالي من الصعب "التحدث عن موضوع "سوق العمل الليبية" ناهيك عن التوترات الأمنية التي ماانفكت تشهدها المناطق الحدودية الرابطة بين البلدين التي كان اخرها تبادل لإطلاق النار بين مجموعة ليبية مسلحة ودورية لحرس الحدود التونسي علاوة على احتجاز دورية تونسية اخرى من طرف ليبيين مسلحين.