شدد الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، أمس في أول زيارة له إلى العاصمة الليبية طرابلس، على ضرورة ''إعادة ضخ الحياة من جديد في المغرب العربي''، داعيا في ذات السياق إلى ''تجاوز مرحلة التعاون بين تونس وليبيا إلى مرحلة الاندماج''. جاءت هذه الزيارة في الوقت الذي تشهد فيه الحدود المشتركة بين البلدين تزايد التوتر بفعل عمليات تقوم بها مجموعات مسلحة ليبية، حيث أكدت مصادر تونسية أن المنطقة الحدودية مع ليبيا شهدت فجر أمس تبادل إطلاق النار بين مجموعة مسلحة ليبية ودورية لحرس الحدود التونسي، في إشارة إلى أن الجماعة الليبية المسلحة سعت لاختراق الحدود التونسية على متن سيارات رباعية الدفع في منطقة بالقرب من معبر راس الجدير. تأتي هذه العملية بعد يوم فقط من إطلاق سراح رئيس دورية الحرس الحدودي التونسي الذي تعرض لعملية اختطاف من طرف جماعة مسلحة ليبية قبل أن يقوم ثوار الزنتان بتخليصه وتسليم سيارة الدورية المخطوفة، بالإضافة إلى استرجاع حرس الحدود التونسي الأسلحة. بهذا الخصوص دعا وزير داخلية تونس، علي العريض، إلى ''عدم التهويل'' والتعامل مع الأحداث التي تشهدها الحدود بين تونس وليبيا على أنها أحداث منعزلة لن تؤثر على العلاقات بين البلدين. وهو ذات ما ذهب إليه الرئيس التونسي خلال زيارته لطرابلس، حيث أكد أن الزيارة التاريخية التي قادته إلى ليبيا هي الأولى ''من بلد حر إلى بلد حر''. على صعيد ديبلوماسي، سجلت الخارجية الليبية عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية بعد طول انقطاع، حيث استقبل الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية مندوب رئيس المجلس الانتقالي الليبي عبد الباسط عبد القادر البدري، واتفقا على استئناف العلاقات بين البلدين وتبادل السفراء. من جانب آخر أكدت الصحف التركية على أن الخارجية التركية أكدت لوزير الدفاع الليبي أسامة الجويلي استعدادا تركيا لدعم الجيش الليبي الناشئ بالمال وبالخبرة، فقد أشارت الصحف التركية إلى أن عددا من القادة العسكريين الأتراك قاموا بزيارة إلى ليبيا لبحث سبل التعاون بين البلدين سواء في التكوين وتقييم احتياجات الجيش الليبي.