الجزائر - أنهى حزب المؤتمر الوطني الافريقي يوم الاحد بمدينة بلومفونتان بوسط جنوب افريقيا ثلاثة ايام من الاحتفالات المخلدة للذكرى المئوية لتأسيسه كأقدم حركة تحررية في افريقيا والتي تميزت بخطاب للرئيس جاكوب زوما اكد فيه أن بلاده خاضت كفاحا متعدد الاعراق. وأمام ازيد من 100 الف شخص احتشدوا بملعب بمدينة بلومفونتان قال زوما أنه يظهر جليا أن هذا البلد "عرف كفاحا متعدد الاعراق ضد نظام اسس لسنوات للتمييز العنصري". واضاف أن هذه الاحتفالات جاءت لتخلد أقدم حركة تحررية في افريقيا وأعضائها كما انها تحيي نضال شعب جنوب افريقيا قاطبة وكل شعوب القارة الافريقية والعالم باسره الذين كافحوا ضد الاستعمار والابرتايد. كما ذكر زوما بالمناسبة باهداف الحزب الرامية الى اقامة مجتمع متعدد الاعراق مشيرا في هذا السياق الى ميثاق الحرية الذي وقع عليه سنة 1955 كل من حزب المؤتمر الوطني الافريقي وحركات مناهضة للابرتايد والذي ينص على أن "جنوب إفريقيا حق لكل من يعيش فيها ابيضا كان ام اسود". وأكد زوما أن الحزب جند ولسنوات خلت كل عناصر شعب جنوب افريقيا باختلالف اعراقهم واجناسهم وثقافاتهم فالحزب-كما قال- "اسس قوة منضبطة لليسار مع اهتمام خاص بإحتياجات الطبقة الفقيرة فكان بمثابة كنيسة مفتوحة للجميع". وكان زوما قد اكد خلال افتتاح الاحتفاليات بأن الحزب الذي يترأسه في الوقت الحالي هو اعرق حزب في افريقيا مشيرا الى ان العديد من الاحزاب انشأت وتأسست وأقيمت منذ ذلك الحين غير ان الكثير منها اندثر ومات وهذا ليس حال حزب المؤتمر الوطني الافريقي. ومن المنتظر ان يتبع خطاب زوما باستعراض بملعب ببلومفونتان يلخص مائة سنة من نضال الحزب العتيد في مائة ثانية. وكان زوما يوم السبت قد ساهم في إشعال الشرارة المئوية في كنيسة ببلومفونتان وهو المكان الذي شهد ميلاد الحزب الحاكم حاليا عام 1912. وحضر اضاءة المشعل القس الحاصل على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو وداعية السلام الامريكي جيسي جاكسون المعروف بدفاعه على الحقوق المدنية للسود في الولاياتالمتحدةالامريكية بالاضافة الى تعاطفه مع القضية الفلسطينية الى جانب الرئيس السابق للبلاد ثابو مبيكي بينما غاب عن الاحتفاليات الزعيم الافريقي نلاسون منديلا اول رئيس اسود لجنوب افريقيا بعد الانعتاق من نظام التمييز العنصري بسبب مرضه. وحزب المؤتمر الافريقي وبعد نضال طويل وتضحيات جسام ضد الاحتلال البريطاني ثم ضد نظام التمييز العنصري الابرتايد تول الحكم في جنوب افريقيا منذ 1994 بزوال هذا النظام وهو اليوم يحتفل بثمار هذه المسيرة النضالية. وسهر الحزب على مر الزمان على ضمان مقاومة التمييز العنصري فشكل في الخمسينيات من القرن الماضي بالتنسيق مع التشكيلات الرافضة للابرتيد "ميثاق الحرية" الذي يدعو الى المساواة بين جميع الاجناس ليدخل اثر ذلك في صراع مع السلطة انتهى في 1963 باعتقال أحد أبرز مناضليه وهو الزعيم الإفريقي نلسون منديلا الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة وقتها. غير أن مسيرة الحزب لم تتوقف عند هذا الحد بل انتقلت قيادة الحزب من بريطانيا الى تنزانيا قبل ان تستقر في زامبيا. وقد قاوم الحزب الاحتلال بالعمل المسلح وبالاحتجاجات الجماهيرية السلمية التي كانت تقمع بوحشية وواصل نضاله ضد نظام التمييز العنصري الى ان حقق غايته وتجسد ذلك من خلال الافراج عن زعيمه نالسون مانديلا في منتصف فبراير من سنة 1990 بعد عقود من الاعتقال ليتولى رئاسة البلاد والشروع في بناء نظام ديمقراطي لكل الجنوب افريقيين بغض النظر عن لون بشرتهم وانتماءاتهم العرقية او الروحية . وفي بداية التسعينيات بدأت حكومة فريديريك دي كلارك تنتهج سياسة الانفتاح حيث رفع بموجبها الحظر عن الحزب كما اطلق سراح مانديلا في 1990 قبل ان يتم الغاء نظام الابرتيد في 1991 لتعرف البلاد مرحلة جديدة بادخال تعديلات دستورية مهدت لتولي مانديلا والمؤتمر الوطني الافريقي الحكم في البلاد في انتخابات 1994. وكانت التجربة السياسية في البلاد سنة 1999 اختبار جديد للحزب حيث اثبت مكانته عند الشعب وتمكن من الظفر بالرئاسة بقيادة ثابو مبيكي الذي خلف مانديلا و تكررت العملية في 2004 حيث فاز الحزب مجددا بالسلطة. وكانت اخر انتخابات في البلاد قد مكنت من ظهور علم جديد في مسيرة الحزب اذ تمكن جاكوب زوما من افتكاك المنصب من مبيكي. وتعد دولة جنوب افريقيا من الدول النامية المتوسطة الدخل غير انها غنية بمصادر الثروة الطبيعية سيما الذهب حيث تعد جنوب افريقيا من أكبر الدول المنتجة له هذا بالاضافة الى عدة معادن اخرى مثل الماس المنغنيز والكروم والبلاتينيوم . كما يتميز هذا البلد بالمساحات الشاسعة من الغابات التي تعد مصدر هام لصناعة الاخشاب اضافة الى اشتهارها بزراعة وصناعة الورود حيث تعد المنافس الاول لهولندا ويرجع ذلك لاستيطان الهولنديين بها لعدد من القر ون.