الجزائر - شكل التحضير للإنتخابات التشريعية أهم نقطة ميزت النشاط الحزبي يوم الجمعة بالموازات مع شروع الاحزاب التي طلبت الاعتماد في عقد مؤتمراتها التأسيسية. في هذا الاطار أوضحت الامينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة العادية للجنة المركزية للحزب بالجزائر العاصمة أنه بات من الضروري التفكير في تشكيل حكومة "محايدة" للمساهمة في توفير شروط تنظيم "انتخابات نزيهة بعيدا عن أي نوع من التزوير". وبعد أن أكدت وجود "اجماع" ضمن حزبها للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة أبرزت السيدة حنون أهمية اجراء "تغيير كلي" لمؤطري العملية الانتخابية و"مكافحة التزوير و الفساد من خلال وضع حد للمتاجرة بالذمم من طرف أصحاب الاموال والنفوذ و مراقبة طرق تمويل الحملات الانتخابية". كما ألحت على وجوب تطبيق مراقبة "صارمة" في مكاتب الاقتراع باشراك كل الاحزاب المعنية وتمكين ممثلي القوائم الانتخابية من الحضور في اللجان الإدارية و وضع صور رؤساء الأحزاب السياسية على القوائم لتسهيل مهمة الناخبين في اختيار ممثليهم. وطالبت رئيس الجمهورية أيضا بالتدخل لضمان مزيد من الشفافية في الانتخابات باتخاذ إجراءات كفيلة ب"سد الثغرات" التي يعاني منها —حسبها— قانون الانتخابات. من جانبه أكد الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي اليوم الجمعة بالعاصمة لدى إشرافه على افتتاح أشغال اللقاء الثالث للجنة الوطنية للحزب لتحضير الانتخابات أن الحركة "قطعت شوطا كبيرا" في التحضيرات لهذا الموعد موضحا أن "كثيرا من الولايات قوائمها جاهزة" ولكن قرار الفصل في المشاركة أو عدمها يرجع لمجلس الشورى. وأضاف أن هذا المجلس سيجتمع في شهر فيفري المقبل ليفصل في هذه المسألة بناء على "المستجدات المطروحة على الساحة السياسية" و "مدى توفر ضمانات النزاهة" في الانتخابات المقبلة. وشدد ربيعي على أهمية تشكيل "قطب يجمع مختلف الأحزاب" يقوم ب"مراقبة حزبية قوية" للانتخابات التشريعية. وقال أن الحركة على تواصل مع مجموعة كبيرة من الأحزاب السياسية و أنها "وجدت الرغبة لدى هذه الاحزاب" في تشكيل هذا القطب ل"مواجهة —كما قال— أي تحريف" لارادة الشعب أثناء هذه الانتخابات. في هذا السياق شرعت الاحزاب العشرة (10) التي تحصلت رسميا على الترخيص من قبل وزارة الداخلية و الجماعات المحلية في عقد مؤتمراتها التأسيسية. ومن بينها حزب الحرية و العدالة الذي انطلقت اشغال مؤتمره اليوم الجمعة بالعاصمة بحضور الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي و الوزير الأسبق أحمد طالب الإبراهمي و بمشاركة 640 مندوب ممثلين عن 42 ولاية. و أعلن منسق الهيئة التأسيسية لحزب الحرية و العدالة محمد السعيد خلال نفس المؤتمر أن مسألة مشاركة الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة " لم يفصل فيها بعد". وأضاف ان القيادة السياسية التي ستنتخب غدا السبت هي التي تقرر في مسألة مشاركة الحزب في هذا الاستحقاق الانتخابي الهام". و أوضح محمد السعيد في كلمة له في إفتتاح أشغال المؤتمر أن عمل تشكيلته السياسية سيكون مبني على عدة محاور أهمها بناء دولة المؤسسات و القانون و العدالة الإجتماعية و الحداثة السياسية و النجاعة الإقتصادية. و أعرب المتدخل عن أمله في أن تكون الإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر "فاتحة عهد جديد" في تاريخ البلاد. كما دعا المترشح السابق لرئاسيات 2009 مناضلي حزبه إلى العمل من أجل إستقطاب "الكفاءات الوطنية" و "الارادات المخلصة" من أجل حشدها و الإسهام بها في إنجاز "مشروع التغيير السلمي في ظل الإستقرار الوطني". من جانبه أعرب المنسق العام لحزب جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز أن مشاركة الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة لم يتم الفصل فيها بعد. وأوضح بلعيد انه بعد عقد المؤتمر التأسيسي الذي ستجرى أشغاله من 9 إلى 11 فبراير المقبل سيتم فتح حوار عام بمشاركة ممثلين عن 48 ولاية للفصل في مشاركة الحزب في الاستحقاقات التشريعية. وأضاف المنسق العام أنه في حالة ما إذا أتخد قرار المشاركة الذي يعد واردا فالحزب على استعداد لوضع قوائمه الانتخابية عبر كافة ولايات الوطن بما في ذلك القائمة الخاصة بالجالية المهاجرة. وبشأن التدابير التي أتخدت ل"ضمان انتخابات نزيهة" فقد اعتبرها المنسق العام لحزب جبهة المستقبل "مهمة" غير أن هذا لا يمنع من بذل مجهود آخر لا سيما و أن التجارب السابقة —كما قال —"أثبتت انحياز الادارة لبعض الاحزاب". أما حزب الجيل الجديد فأكد رئيسه سفيان جيلالي أنه سيعقد مؤتمره التأسيسي في غضون شهر فيفري المقبل الا أنه لم يقدم تاريخ محدد لهذا الموعد. و وصف ذات المتحدث منح وزارة الداخلية و الجماعات المحلية الترخيص لعدد من الأحزاب الجديدة قيد التأسيس لعقد مؤتمراتها التأسيسية ب"الحق المشروع للمواطن في ممارسة النشاط السياسي". و لدى تطرقه للإستحقاقات التشريعية المقبلة ذكر رئيس حزب الجيل الجديد أن خوض غمار الإنتخابات المقبلة "لا يعد من ضمن أولويات الحزب الذي يركز في الوقت الحالي على التعريف به و بناء قاعدة جماهيرية متينة" الا أنه توقع ان "يقدم مترشحين لهذا الموعد الانتخابي".