لندن - تشارك حوالي 50 دولة و منظمة دولية يوم الخميس بلندن في ندوة حول الصومال بهدف مساعدة هذا البلد و ايجاد حل للأزمة التي تعصف به منذ سنوات. و يشارك في هذا اللقاء الذي بادرت به الحكومة البريطانية العديد من الشخصيات السياسية من بينهم الأمين العام الأممي بان كي مون و كاتبة الدولة الأمريكية للخارجية السيدة هيلاري كلينتون بالإضافة إلى ممثلي حكومات و هيئات إقليمية على غرار الاتحاد الإفريقي و الإتحاد الأوروبي و الجامعة العربية. و ستكون مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله و القرصنة البحرية و المتجارة بالأسلحة محاور أشغال الخبراء الذين سيعكفون على دراسة طرق ايصال المساعدات إلى الصومال و تفضيل حل سياسي نهائي للنزاع. و كان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ قد أكد مؤخرا أن "القضاء على الإرهاب بالمنطقة يعد هدفا وطنييا هاما بالنسبة للمملكة المتحدة". و قال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن "الصومال كانت خلال العشرين سنة الفارطة من البلدان التي لا يحترم فيها القانون في العالم و مسرحا لأكبر الكوارث الإنسانية خلال العشرين سنة الفارطة و محل احد احطر الكوارث الانسانية السنة الماضية حيث هلك حوالي 100.000 شخص بسبب المجاعة". و كان هيغ قد زار الصومال مؤخرا و أعرب عن تفاؤله لوجود فرص لحل الأزمة كون "الأوضاع قد تحسنت نوعا ما". و أكد أن هذا "التحسن يعد فرصة تاريخية لوضع حد للفوضى التي يعيشها هذا البلد منذ 1991 و التي تزيد من تنامي الإرهاب و القرصنة". و أعربت الجامعة العربية التي ستحضر الندوة حول الصومال عن ارتياحها لتحسن الوضع الأمني في الصومال. و خلال اجتماع خصص يوم الأحد للدعم لهذا البلد رحبت بالدور الذي تلعبه بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال و تعاونها مع القوات الصومالية لتدارك الوضع الأمني في البلد منددة بأعمال العنف المرتكبة من قبل الجماعات المسلحة "الشباب" ضد الشعب و الحكومة الصوماليين و بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال. و سيعكف المشاركون على تنسيق أعمالهم للخروج بإستراتيجية فعالة إزاء النقاط المدرجة في جدول الأعمال و المرتبطة بالأزمة التي يواجهها هذا البلد الواقع في قرن إفريقيا لاسيما الحرب الأهلية و القرصنة البحرية و تهديد تنظيم القاعدة الارهابي. و تطرق الخبراء البريطانيون عدة مرات للتهديد الدولي المتنامي الذي تمثله جماعات "الشباب". و في هذا الصدد حذر الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون من التهديد الإرهابي الذي قد يمثله بعض البريطانيين من أصل صومالي. و أشارت الصحافة البريطانية إلى أن "حركة الشباب -التي تسيطر على وسط الصومال و جنوبه- قد جندت رعايا بريطانيين من أصل صومالي". و يرى الخبراء البريطانيون المكلفون بالأمن أنه ينبغي أخذ هذه المعلومات بجدية لاسيما عشية انعقاد حدث عالمي يتمثل في الألعاب الاولمبية المقررة خلال صيف 2012 بلندن.