ولدت موجة العنف الخطيرة التي تجتاح الصومال استياء دوليا كبيرا واجماعا على ضرورة دعم الحكومة القائمة في البلاد ومساعدتها على مواجهة الارهاب واحتواء حالة الفوضى والاضطراب على أراضيها . فقد ناشد قائد قوات حفظ السلام الافريقية في الصومال الميجور جنرال نيسان موجيشا المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداته التي قطعها على نفسه لدعم الصومال مؤكدا ان القضاء على المسلحين بشكل نهائي لن يحدث إذا لم يركز المجتمع الدولى على مساعدة الصومال فى مواجهة الارهاب. وأضاف أنه ليس للارهابيين أية رسالة محددة, وهدفهم الوحيد نشر المزيد من الرعب في قلوب المدنيين والعزل ولا يريدون التوصل إلى حل سلمي . ولقي 30 شخصا من بينهم ست نواب صوماليون حتفهم فى هجوم استهدف فندقا فى مقديشيو أمس الثلاثاء فيما بلغت حصيلة القتلى جراء المعارك العنيفة التي تشهدها العاصمة الصومالية لليوم الثالث على التوالي بين قوات الحكومة الصومالية وبين مسلحين إلى 65 شخصا. وقد تبنت حركة"شباب المجاهدين" المتمردة الهجوم على الفندق منفذة بذلك تهديداتها الاخيرة باستهداف المواقع الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي . و تخوض الحركة قتالا للاطاحة بالحكومة الصومالية فى مقديشيو التي يحميها نحو 6000 من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد ألأفريقى من أوغندا و بوروندي. كما أدانت الأممالمتحدة بشدة الهجوم وأكد الممثل الخاص للأمين العام في الصومال أوغستين ماهيغا أن "هذه الأعمال الوحشية والتي كان الغرض منها إحداث أكبر قدر من إراقة الدماء لا يستطيع العقل استيعابها " مؤكدا استمرار عملية السلام في الصومال على الرغم من محاولة البعض لإيقافها. كما أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم ودعا إلى تقديم المسؤولين إلى العدالة بسرعة . وأكد أعضاء المجلس في بيان تلاه رئيس المجلس للشهر الحالي فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأممالمتحدة على ضرورة استمرار تعزيز وتقوية المؤسسات الأمنية الصومالية وأهمية الحوار الشامل في عملية السلام. جامعة الدول العربية من جهتها حذرت على لسان أمينها العام عمرو موسى من تداعيات مثل هذه الأعمال التي قال أن من شأنها "تقويض جهود الجامعة والاتحاد الأفريقي من أجل مساعدة الصومال للوصول إلى مصالحة وطنية عبر الحوار والتفاهم وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفصائلية". للاشارة سيشكل موضوع دعم الصومال أحد البنود المدرجة على جدول أعمال مجلس الجامعة العربية في دورته العادية ال 134 التي ستنعقد يوم 16 سبتمبر المقبل بالقاهرة. ومن واشنطن اكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كروالي ادانة بلاده للهجمات الإجرامية التي قام بها " شباب المجاهدين" ضد المدنيين المقيمين في فندق بمقديشو مؤكدا ان وقوع هذه الهجمات خلال شهر رمضان يبرز "استخفاف الحركة التام بالحياة الإنسانية والثقافة الصومالية والقيم الإسلامية". وأكد كراولي التزام الولاياتالمتحدة القوي ووقوفها إلى جانب الشعب الصومالي والحكومة الانتقالية وأيضا مهمة الاتحاد الإفريقي في الصومال. كما كان هجوم المتمردين على فندق بمقديشو محل استياء وتنديد شديدين من قبل الجارة إثيوبيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للهيئة الحكومية للتنمية " إيغاد" والتي دعت المجتمع الدولي الى بذل مزيد من الجهود للقضاء على الحركة. وحذر بيان للحكومة الاثيوبية من أن حركة الشباب باتت تشكل "تهديدا أمنيا" للصومال وذلك بقيام كوادرها والعناصر الأجنبية المنضوية تحت لوائها بقتل المواطنين الصوماليين وتدبير مذابح جماعية لهم في مسعى من جانبها لمنع إقامة حكومة قوية تتمكن من فرض سيطرتها على البلاد. ومن باريس جاء رد الحكومة الفرنسية على لسان وزيرها للشؤون الخارجية بيرنار كوشنير الذي وصف الهجوم ب" العمل الارهابي الهمجي" وشدد على أنه يتعين على "المجموعة الدولية أن تكون أكثر من أي وقت مضى موحدة لدعم بعثة حفظ السلام للاتحاد الإفريقي بالصومال (أميسوم) ومساعدة السكان الصوماليين في هذه الظروف المأساوية ودعم الحكومة الفدرالية الانتقالية ورئيسها الشيخ شريف". ومن داخل الصومال دعت الحكومة الصومالية المؤقتة المجتمع الدولى إلى تقديم الدعم الذي تحتاجه للتغلب على مسلحى حركة شباب المجاهدين المتمردة والتى تبنت الهجوم الدموي على أحد فنادق العاصمة مقديشيو . وقال وزير الدفاع الصومالى أبوبكر عبدى عثمان اليوم أنه لابد من تقديم الدعم للصومال والقوات الافريقية إذا أراد المجتمع الدولى القضاء على الإرهاب . والى جانب قتلى الهجوم المسلح على فندق بمقديشو والذي بلغ 30 قتيلا من بينهم ستة نواب من البرلمان الصومالي ارتفعت بالمقابل حصيلة القتلى جراء المعارك العنيفة التي تشهدها العاصمة الصومالية لليوم الثالث على التوالي بين قوات الحكومة الصومالية وبين مسلحين إلى 65 شخصا. وقد أدى العنف في مقديشو إلى مقتل 3000 شخص هذا العام وشرد نحو 200.000 آخرين من المدينة التي تشهد مواجهات بين القوات الحكومية والحركات الإسلامية بما فيها الشباب .