واشنطن - قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يستفيد من "دعم جزء كبير" من الشعب السوري في حين سيعرض مشروع دستور يوم الأحد للاستفتاء. و أكدت يومية العاصمة الفدرالية نقلا عن عدة خبراء متخصصين في الشرق الاوسط أنه "بالرغم من تمرد دام 11 شهرا و النداءات المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد التي أطلقتها الولاياتالمتحدة و البلدان الأوروبية و عدة بلدان عربية يؤكد العديد من الملاحظين بأن الرئيس السوري يستفيد من دعم معتبر في سوريا". و أوضحت واشنطن بوست نقلا عن فواز جرجس مدير مركز الشرق الأوسط بلندن سكول أوف ايكونوميكس أن جزءا هاما من السكان السوريين "كفيل بالانتخاب لصالح مشروع دستور للتعبير عن دعمهم للأسد". و للتذكير فإن مشروع النص هذا ينص على تحديد العهدة الرئاسية السباعية و يلغي البند المتعلق بتفوق حزب البعث في سوريا واضعا بالتالي حدا لهيمنة هذا الحزب منذ قرابة 50 سنة. و أضاف جرجس وهو أمريكي من أصل لبناني "اعتقد أن احد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها العديد منا هو اننا نسيء تقدير الدعم السياسي المقدم للأسد الذي يستفيد من 30 بالمئة على الأقل من دعم قوي". و في هذا السياق ذكر بدعم الأقلية العلوية الاسلامية التي ينتمي إليها الرئيس السوري و الذي يبقى تأثيره ثابتا. و قال أن الأسد أقام علاقات جيدة مع بعض رؤساء القبائل ضمن أقلية الاكراد و قادة الدروز و كذا مع المسيحيين "الذين يخشون من أن يأخذ التمرد في سوريا منعرجا يعرض حياتهم للخطر". و يتقاسم نيكولاوس فان دام مؤلف "الكفاح من اجل السلطة في سوريا" هذا الراي بحيث يعتبر بان هذه الاقليات العرقية و الدينية "قد لا تكون متحمسة" للرئيس السوري غير ان دعمها لهذا الاخير "يفسر اساسا بالخوف من البديل" لاسيما انتقام السنيين. و بعد اعتباره ان الاسد قد يحظي ب 30 بالمئة من الدعم الشعبي اكد فان دام انه حتى و ان كانت اهمية استفتاء يوم الاحد طغي عليها العنف "يحتوي مشروع الدستور المذكور علي اجراءات تنبئ بتقدم هام بعد 40 سنة من حكم بشار الاسد و والده". و بالنسبة لهذا المحلل فان تنظيم استفتاء في الظروف الحالية "ليس ملائما" بسبب العنف في بعض مناطق هذا البلد. و تابع يقول انه "من الضروري ان ناخذ هذا الاستفتاء على محمل الجد" معتبرا ان نهاية الهيمنة السياسية لحزب البعث "خطوة اولى نحو الغاء النظام". و حسب فان دام فان "حلفاء سوريا لاسيما روسيا باستطاعتهم ان يصبحوا "اطرافا اساسيين" في مسار الحوار. و في تعليقه على نتائج ندوة "اصدقاء سوريا" المنعقدة يوم الجمعة بتونس اكد اندرو تابلر و هو خبير في معهد واشنطن للسياسة في الشرق الاوسط ان التخوفات التي عبر عنها الغربيون فيما يخص نشر قوة مشتركة عربية اممية لحفظ السلام "يدل و لونسبيا ان الاسد يحظى ببعض الدعم".