الجزائر - أعلن رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" أبو جرة سلطاني يوم الأحد أنه سيتم رسميا التوقيع على وثيقة التحالف الإسلامي خلال هذا الأسبوع وأن حركته ترتب أوراقها مع الشركاء لتحديد القائمة الإنتخابية والخارطة الجغرافية للتكثل. و أوضح سلطاني في ندوة صحفية بمقر "حمس" أن الحركة "ترتب أوراقها مع شركائها من أجل إقامة حفل في بحر هذا الأسبوع تتم خلاله تقديم تفاصيل البرنامج و وثيقة التحالف" و سيتم الإمضاء رسميا عليها كما ستحدد القائمة الانتخابية و الخارطة الجغرافية للتكتل الإسلامي. و أضاف أن مجلس الشورى للحركة قد أقر في دورته الاستثنائية المنعقدة أمس السبت تعديل خطة و برنامج عمل الحركة لسنة 2012 و وافق مبدئيا على فكرة "توسيع النظرة من الحزب إلى الأسرة السياسية" وبارك مسعى التكتل الإسلامي بين حمس و حركة النهضة و حركة الإصلاح الوطني. و أوضح سلطاني ان التحالف الاسلامي قائم على "برامج و توجهات و مشاريع" و له رؤية مستقبلية وليس تكتلا ظرفيا ينتهي بانتهاء الاقتراع. و أبرز رئيس حركة مجتمع السلم أن تحالف الإسلاميين الذي سيرتكز على حملة انتخابية وخطاب مشترك قد يمهد لظهور تحالفات اخرى محتملة بعد 10 ماي بين الديمقراطيين والوطنيين. و أكد سلطاني أن حركته تؤمن بأن الجزائر "أثقل من أن يحكمها تيار واحد كما أن مشكلاتها أعقد من أن يحلها حزب واحد". و ذكر سلطاني بالمناسبة ان التحالفات الماضية قامت من اجل المصالحة الوطنية بينما يتعين ان تقوم التحالفات الحالية و القادمة على "تجسيد الإصلاحات". واذا كانت المصالحة قد ضمنت الخروج من حالة الطوارئ بعد 20 عام فان الاصلاحات يجب أن "تضمن الخروج من احتكار السلطة" مشددا في هذا الصدد على ضرورة "رد الكلمة للشعب مع ضمان الرقابة و الشفافية و تمكين الصوت الانتخابي من الوصول إلى الصندوق". أما عن دور المراة و تمثيلها في الاستحقاقات المقبلة فقد أكد سلطاني قائلا "نحترم التمثيل النسوي بالثلث وفق ما ينص عليه القانون" مؤكدا ان هناك تشبث بمراعاة ترتيب المرأة ضمن القوائم الانتخابية لكي تنجح و واصفا هذه المسالة ب"الملف المهم" الذي يجب دراسته ب"شكل معمق". و عند تطرقه للخطاب الذي ألقاه مؤخرا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قال مسؤول حركة مجتمع السلم أنه ينم عن "رغبة مؤكدة في إجراء الانتخابات في شفافية" داعيا الى ترجمة هذه الإرادة السياسية في شكل "آلية قانونية بإصدار "أمر رئاسي يحدد صلاحيات كل من القضاة و الأحزاب و الإدارة". و بخصوص زيارة كاتبة الدولة الأمريكية للجزائر السيدة هيلاري كلينتون أفصح سلطاني أن هذه المسؤولة الامريكية "أسكتت أفواه من يقولون أن الإسلاميين ممولون من الخارج" داعيا أؤلئك إلى الكف عن تلك الأقاويل ومثمنا في الوقت ذاته تصريحات ضيفة الجزائر بان العلاقات الجزائريةالأمريكية "جيدة". وردا عن سؤال حول ما فهمته الحركة من رسائل السيدة كلينتون اجاب سلطاني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية "تريد أن ترد الكلمة للشعوب وأنها لا تتدخل في البلدان التي تراعي المعايير الدولية في التسيير والتنمية والانتخابات" مضيفا ان الزيارة أكدت ان الجزائر "دولة محترمة أمريكيا لأنها ماتزال محافظة على سياسة الإصلاحات برد الكلمة للشعب".