اتجهت أغلب مواقف أعضاء مجلس شورى حركة مجتمع السلم إلى ترسيم خيار المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، ضمن قوائم التحالف الإسلامي، مع تسجيل تحفظ بعض الولايات على هذا الاتجاه، غير أن دخول المكتب الوطني بثقله وراء دعم مبادرة التحالف الإسلامي قد يرجح حسم الموقف لصالح التحالف مع النهضة والإصلاح ، خاصة وأن هذه الأخيرة قد حسمت موقفها للانخراط في التكتل· وفي كلمته الافتتاحية، رافع أبوجرة سلطاني أمام أعضاء المجلس الشوري لحركة حمس، في دورة استثانية عقدها أمس، على فكرة الانضمام إلى التكتل الإسلامي، وبدا سلطاني حريصا على عدم تجاوز صلاحيات المجلس الشوري في الفصل في القرار من خلال رفضه التحدث للصحافة الوطنية عن المبادرة قبل أن يقول المجلس كلمته، إلا أن محاولاته افتكاك موافقة أعضاء المجلس وإزالة اللبس حول المبادرة بدت واضحة من خلال الكلمة التي ألقاها عند افتتاحه لأشغال الدورة الاستثنائية للمجلس حيث أكد سلطاني أن المستجدات التي طرأت خلال شهري جانفي وفيفري الماضيين فرضت استدعاء هذه الدورة الاستثنائية من أجل دراسة هذه المستجدات وانعكاساتها المستقبلية على الحركة وعلى الساحة ككل، مما استدعى ضرورة استشارة المجلس في إمكانية تعديل الخطة التنفيذية لبرنامج .2012 ويمثل دخول الحركة للانتخابات القادمة بقوائم موحدة مع كل من حركتي النهضة والإصلاح، أهم تعديل مقترح برز في إشارات أبو جرة في كلمته الافتاحية والتي حاول من خلالها خليفة نحناح، نقل تحمسه للفكرة بعرضه للقراءة التي أجراها في الخارطة السياسية ما بعد 10 ماي القادم والتي عبر عنها سلطاني بقوله إن قواعد اللعبة الانتخابية سوف تكون مختلفة تماما، بحكم تعزز الساحة السياسية ب 20 تشكيلة سياسية جديدة وهو ما يجعل التصويت على القوائم الحزبية مشتتا، الأمر قال زعيم حمس الذي جعلنا ندعوكم لتصويب الخطة التي صودق عليها في دورة جانفي الماضي· كما أدرج سلطاني مسعى التكتل الإسلامي في خانة رؤية الحركة المستقبلية وسعيها إلى تجميع القوى الإسلامية والوطنية والديمقراطية لتشكيل عائلات سياسية لكل من هذه التيارات الثلاثة بغرض التأسيس لمرحلة جديدة· كما أرسل أبوجرة رسائل مشفرة إلى بعض معارضي الفكرة من داخل الحزب وكذا من قيادات أحزاب التيار الإسلامي، بدعوته مناضلي حزبه إلى تغليب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة للأفراد الذين يرون في مبادرة التكتل تهديدا لطموحاتهم الشخصية بقوله، ”ماذا يساوي مقعد في البرلمان إذا لم يكن طريقا لاستكمال بناء المشروع النوفمبري العظيم؟”، ورسالة أخرى للأحزاب الإسلامية المعارضة للفكرة بقوله ”وهل بعد 50 سنة من عمر الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية تظل أنانيات الأحزاب طاغية على مصداقية الوطن؟”