يخلد فيلم "مجاهدات" للمخرجة اليكساندرا دولز الذي تم عرضه مساء امس الثلاثاء بالمركز الثقافي الجزائري الشهادات القيمة لنساء شجاعات مسبلات و فدائيات و مجاهدات حملن السلاح ليكتبن الصفحات المجيدة للثورة الجزائرية. و تداولت عدة مجاهدات بكل تواضع على الكاميرا لتروين بكل بساطة مشوارهن المجيد في الكفاح و التزامهن في صفوف جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني. و ابت هاته النسوة الا ان تتطرق الى دور كافة القرويات المجهولات اللواتي قمن بعجن الخبز للمجاهدين و باستقبال محاربي جيش التحرير الوطني بمنازلهن و ضمان تزويدهم بالمؤونة في سرية تامة و تفان مثالي. و التقت شهادات قدامى المحاربات على غرار فطيمة شباح عبدلي و زهرة ظريف بيطاط و لويزات اغيل احريز و باية اوطاطة قلي و باية العربي تومية مع شهادة المؤرخة و المحاربة السابقة دانييل جميلة عمران. و في شهادتها اكدت ان الجزائر كانت خلال فترة الاحتلال بلدا "تسوده فوارق صارخة بين مختلف فئاته و ان الظلم الذي كان يعيشه بعض مواطنيها يعود الى السياسة الاستعمارية الفرنسية القائمة على التمييز و الاستغلال". و اردفت تقول "ان هذا الاختلاف صدمني بعمق و لم اكن افهم كيف يمكن اقتراف مثل هذه الاعمال البشعة". و روت عندها احدى المهمات التي كلفت بها (نقل اسلحة بدل محاربين اخرين) متذكرة انها اقامت لدى عائلة اعطت لها ربة البيت خمارا و نصحتها باخذ رضيعها لابعاد الشكوك في حالة مراقبة الجنود الفرنسيين. و اشارت تقول انه بالنسبة لهذه المراة "فان تقديم رضيعها لامراة اخرى تواجه الخطر يعد عملا نضاليا فريدا من نوعه". و قالت المجاهدة لويزة اغيل احريز التي اوقفت و عذبت بوحشية من قبل مظليي الجنرال ماسو "لو كنا راينا شيئا جميلا في هذا الاستعمار لما ثرنا". و تابعت تقول "كان الاستعمار يعني بالنسبة لنا القمع و النهب. و كلما زادت الوحشية و كلما شاهدنا بشاعة التقتيل و الاغتصاب الجماعي كلما زاد عزمنا على المضي قدما. لان حياتنا لم تكن تساوي شيئا اذا ما لم نضحي بها في سبيل تحرير الوطن". و خلال هذا النقاش اوضحت المخرجة الفرنسية الشابة ان فيلمها الوثائقي يسعى الى استوقاف الراي العام الفرنسي بشان دور الدولة الفرنسية و ماضيها الاستعماري. و صرحت تقول امام جمهور غفير حضر عرض الفيلم الذي يندرج في اطار احياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر "في سياق يتميز بالانكار السياسي لدور الدولة الفرنسية و ماضيها الاستعماري فان الامر يتعلق بالنسبة لي بالمساهمة في التدوين السمعي البصري لذاكرة الكفاحات المناهضة للاستعمار مع التركيز على التزام المراة بهذا الكفاح".