قالت المجاهدة لويزة إغيل أحريز إن القليل من يدرك المعنى الحقيقي للحرية والانتصار، حتى وإن رددوها في مناسبات عديدة، مضيفة أن هذا المفهوم لا يفقهه إلا من يحمل دمه على كفه، ويمضي في سبيل تحرير ترابه، أي المجاهدين الذين يكونون في مواجهة مباشرة مع الموت في سبيل الانعتاق. ووجهت المجاهدة لويزة إغيل أحريز رسالة للأجيال الصاعدة من أجل التمسك بحب الوطن وحمايته والدفاع عنه، مسترجعة في حوارها لجريدة ”الانتقاد” اللبنانية، الصعاب التي واجهها المجاهدون خلال ثورة نوفمبر المجيدة والمخاطر التي كانت تحدق بهم في كل لحظة، التي لم تثن من عزيمتهم في الكفاح ومواصلة الحرب الضروس رغم قلة العدة والعتاد، إلى أن تحقق النصر والاستقلال. وأوضحت وهي تروي قصة اعتقالها بمرارة، أنه ”لم يكن من السهل أبدا الاستمرار في الحياة، دون سنوات الاعتقال والعذاب، لابد أن تترك آثارها على حياتنا، لكنّي حتى في هذا قاومت، تزوجت رفيقي في الجهاد والنضال، وحملنا معا ذكريات هذا العمل، لكن صدّقوني إني لم أغلق عيني يوما واحدا من دون أن أفكر في هذه السلسلة الطويلة من العذابات”. وأضافت أنها عندما اعتقلت كانت ترتدي حزام الرصاص الخاص بها، وهي تقوم بالحراسة الليلية، لتباغتها قوات الاستعمار الفرنسي بالرصاصات الأولى التي أفقدتها الوعي، وأوضحت أن الأمر لم يقتصر عليها وحدها، وأحضر المستعمر والدتها وأختها للحصول على المزيد من التفاصيل، وقالت ”وزج بي في السجن طيلة خمس سنوات كاملة، تجرعت خلالها أبشع أنواع العذاب والتنكيل”.