أحيت ولاية غليزان يوم الأربعاء الذكرى الخمسين لإستشهاد البطل الرائد ابن عدة بن عودة المدعو "سي زغلول" و المقاومة الشعبية ل 11 مارس 1864 وهذا بحضور السلطات المحلية والأسرة الثورية. وتميزت التظاهرات بالترحم على روح الشهيد بمقبرة الشهداء لمدينة غليزان وبتنظيم احتفالية خاصة بمدينة سيدي امحمد بن عودة مسقط رأس الرائد سي زغلول حيث نظمت ألعاب الفروسية وانطلق تشجير مساحة 6 هكتارات و زيارة ضريح الولي الصالح "سيدي امحمد بن عودة". كما نظمت ندوة بالمركز الجامعي لغليزان جمعت مجاهدي المنطقة بالطلبة لإبراز التضحيات الجسام التي قدمها الآباء والأجداد لتحرير الجزائر منذ مقاومة الأمير عبد القادر إلى غاية ثورة التحرير المجيدة ودعوهم إلى مواصلة العمل الذي قدمه أسلافهم من أجل رقي وتقدم الجزائر. وللتذكير فإن الشهيد بن عدة بن عودة "سي زغلول" الذي ولد سنة 1927 بدوار "العناترة" ببلدية سيدي امحمد بن عودة (20 كلم عن عاصمة الولاية) قد التحق بصفوف الثورة التحريرية المجيدة سنة 1956 .فعين قائدا للعمليات العسكرية برتبة ملازم وأشرف بذلك على المنطقة الممتدة من ندرومة إلى وهران .كما شارك في عدة معارك ضد قوات المحتل الفرنسي كمعركة سيدي غالم الشهيرة ببلدية طفراوي بولاية وهران. وقد رقي سي زغلول بعد مؤتمر الصومام إلى رتبة ملازم أول وعين قائدا عسكريا بالمنطقة الرابعة للولاية الخامسة التاريخية قبل أن تلقي قوات الاستعمار عليه القبض سنة 1959بضواحي عين تموشنت اثر إصابته بجروح خطيرة خلال اشتباك مع الجيش الفرنسي. وقد تعرض البطل بن عدة بن عودة إلى شتى أنواع التعذيب قبل أن يحكم عليه بالإعدام يوم 3 ماي 1960 من طرف المحكمة العسكرية الاستعمارية بوهران غير أنه استطاع الفرار من السجن في السنة الموالية وعين رائدا لجيش التحرير الوطني بنفس الولاية التاريخية. وخاض المجاهد بعدها عدة عمليات عسكرية بطولية بمناطق مختلفة من الوطن ليسقط في ميدان الشرف يوم 14 مارس 1962 بمزرعة أولاد برخرخ التابعة حاليا لبلدية جديوية (غليزان) إثر كمين نصبه له جيش المستعمر الفرنسي. كما تم احياء المقاومة الشعبية التي اندلعت في ربيع سنة 1864 بقيادة الشيخ لزرق بلحاج واتسعت إلى الشلف حيث انضم إليها قبائل المنطقة من خلال تجنيد 64 دوار من قبائل "فليتة". وقد قاد الشيخ لزرق أول معركة ضد قوات الجنرال مارتينو بختقة العازر حيث تم القضاء فيها على 9 ضباط فرنسيين و860 جنديا فيما استشهد حوالي 400 من المجاهدين حسب مؤرخ مهتم بالمنطقة محمد لحسن. وقد واصلت هذه المقاومة معاركها بعدة مناطق بالولاية لاسيما بجبال الونشريس مثل معركة عمي موسى.