نظمت يوم الأربعاء جولات ميدانية إلى مواقع تجري بها عمليات مكافحة التصحر بالمسيلة و ذلك لفائدة المشاركين في الورشة شبه الجهوية حول "إستراتيجيات تعبئة الموارد ضمن مشروع الجدار الأخضر الكبير" المنعقدة منذ الاثنين الماضي بعاصمة الحضنة. و توجه المشاركون بالمناسبة إلى بلدية الهامل حيث تفقدوا جزءا من السد الأخضر بجبل "مسعد" و منها إلى بلدية "الحوامد" حيث عاينوا مشروع المنطقة المحمية ثم إلى بلدية "امسيف" التي تفقدوا بها مشروع تثبيت الكثبان الرملية. و لاحظ المشاركون الأجانب الذين قدموا من بوركينا فاسة و جيبوتي و موريطانيا والنيجر و تشاد و السنغال و مالي عن كثب "الأثر الهام" لتلك التقنيات "البسيطة" في كبح ظاهرة التصحر. و أوضح إطارات كل من محافظة الغابات و المحافظة العليا لتنمية السهوب للمشاركين أن إقامة مناطق محمية ببعض المناطق التي "تدوم أحيانا سنتين متتاليتين" تمكن من "إعادة إحياء الغطاء النباتي"و أن هذه التقنية القليلة التكلفة مكنت من جعل مربي المواشي المجاورين من إدراك أهمية مساحات الرعي التي تستغل بشكل منظم مما يسمح باستغلالها بطريقة مستدامة. و عرض التقنيون المحليون بالمناسبة تجربة تثبيت الكثبان الرملية من خلال إقامة مصدات الرياح على مسافات طويلة و التدعيم بغرس الأشجار مشيرين أن إشراك سكان المناطق المستهدفة في إطار تنفيذ هذه العمليات "يعد مصدرا لفعالية أكثر" خاصة و أن "الجيوب" التي تشملها عمليات الحماية قد تستغل من طرفهم لزراعة الخضروات. و من جهة أخرى أشار يوسف براهيمي ممثل الآلية العالمية لاتفاقية الأممالمتحدة حول مكافحة التصحر و منسق أفريقيا الشمالية و التعاون جنوب-جنوب أن تجربة مشروع السد الأخضر و على الرغم من أهميتها الإيكولوجية أظهرت أن غرس أشجار على مساحات شاسعة يجعل على الخصوص مهمة الصيانة و مكافحة بعض الآفات على غرار الدودة الجرارة عملية "شاقة". و أشار أيضا أن تخصيص بالنسبة للسد الأخضر نوعا واحدا و هو الصنوبر الحلبي تحديدا خلق فضاءات غابية "هشة" بفعل الآفات ليؤكد في هذا الصدد على "أهمية تنويع الشجيرات في عمليات الغرس المقبلة عبر البلدان الإفريقية". و تنظم هذه الورشة شبه الجهوية التي تدوم أربعة أيام من طرف المديرية العامة للغابات ضمن مشروع دعم تجسيد مبادرة "الجدار الأخضر الكبير" للصحراء و الساحل و هو المشروع الذي يحظى برعاية من الاتحاد الإفريقي و يدعمه كل من الاتحاد الأوروبي و منظمة الأممالمتحدة للتغذية و الزراعة "الفاو" و الآلية العالمية لاتفاقية الأممالمتحدة حول مكافحة التصحر.