قال رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب ، أحمد ماضي، أن قطاع النشر في الجزائر عرف "نهضة نوعية" في السنوات الأخيرة بفضل تدخل الدولة وتمويلها للقطاع. وأوضح السيد ماضي في تصريح لجريدة "إيلاف" الالكترونية أمس الأحد، أن سنوات السبعينيات والثمانينيات عرفت انهيار مؤسسات النشر والطباعة الجزائرية الكبرى ولكن قطاع النشر "عرف في السنوات الأخيرة نهضة نوعية بفضل تدخل الدولة". واعتبر أن تدخل الدولة شمل أساسا برامج دعم الكتاب وتنظيم العديد من التظاهرات الثقافية مثل الجزائر عاصمة الثقافة العربية وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية والمهرجان الثقافي الإفريقي وإطلاق مشروع مكتبة في كل بلدية. وأشار المتحدث إلى ارتفاع عدد دور النشر في السنوات الأخيرة والتي اصبح عددها يتجاوز اليوم 300 دار نشر جزائرية منوها في نفس الوقت بما تقوم به هذه الاخيرة من جهود في "التأسيس لحركة نشر جزائرية قوية". وأعاب رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب في سياق كلامه مسالة التوزيع التي اعتبرها العائق الرئيسي الذي "يعرقل الناشر في الجزائر ط حيث اشار في هذا الصدد الى أن هناك آلاف الكتب التي تم طبعها وبقيت مكدسة دون استغلال "في ظل عجز الإدارة الوصية عن إيصالها للقاريء" مشيرا الى انها تتواجد في عشر ولايات فقط. وفي هذا الإطار، نفى وجود أزمة مقروئية في البلاد مستدلا بملايين النسخ التي تطبعها يوميا أكثر من 70 صحيفة جزائرية. من جهة أخرى، سلط السيد ماضي الضوء على استعداد دور النشر الجزائرية للمساهمة في احياء خمسينية استعادة الاستقلال الوطني. وفي هذا الصدد اشار الى ان دور النشر جهزت برامج من شقين يتفاعل الشق الاول مع البرنامج الرسمي للاحتفالات ويتضمن "نشر عدد معتبر من الكتب وترجمة عدد آخر مهم من أمهات الكتب التي تتناول القضايا التاريخية ". أما الشق الثاني -يضيف المتحدث- فيشمل البرامج الخاصة بدور النشر التي تسعى من خلالها إلى نشر ما يمكنها من كتب مساهمة منها في التفاعل مع الذكرى. وأعرب السيد ماضي عن أمله في أن تكون هذه المناسبة فرصة لانطلاق صناعة حقيقية للكتاب بالجزائر داعيا إلى "الإستثمار الثقافي" باعتباره خيار استراتيجي له أولويته سواء بالجزائر أو بالمنطقة المغاربية.