دعا رئيس حركة مجتمع السلم ، أبو جرة سلطاني، يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة إلى تكريس "المصالحة" بين السياسة و الإقتصاد من خلال مد جسور التواصل بينهما بدل الإعتماد على الحوار الظرفي. وخلال نزوله ضيفا على منتدى رؤساء المؤسسات رافع السيد سلطاني الذي كان يتحدث باسم "تكتل الجزائر الخضراء" من أجل تكثيف الجهود لخلق الإنسجام بين السياسة و الإقتصاد بغية الوصول إلى تحقيق رفاهية المواطن و التي تعد "الهدف الرئيسي الذي وجد من أجله التكتل" الذي يضم أيضا حركة الإصلاح الوطني و حركة النهضة. ومن جهة أخرى، توقف السيد سلطاني عند من أسماهم ب"برجوازييي الإستيراد" الذين يعتبرون نتاج الأزمة التي مرت بها الجزائر حيث -كما قال- "استفادوا من المأساة الوطنية التي مرت بها البلاد" مؤكدا على أن وجود هذه الطبقة هو أمر "غير مقبول بتاتا". وشدد رئيس حركة مجتمع السلم على ضرورة استعادة الثقة بين مختلف أطراف المجتمع معتبرا إياها "رأس المال الحقيقي" خاصة و أن المأساة الوطنية قد خلقت ثقافة الخوف و التوجس من الآخر. وتوجه إلى رجال الأعمال الجزائريين داعيا إياهم إلى العمل على إعطاء صورة مشرفة عن محيط الإستثمار الوطني باعتبارهم "الضامن الأول لنجاح الإستثمارات الأجنبية في الداخل و سفراء الجزائر بالخارج". و في ذات السياق أكد السيد سلطاني على أن الإسلام دين يشجع على الثروة و الملكية الفردية غير أنه لفت إلى أن دفع الزكاة —الذي يعد أهم الحلول التي يقترحها التكتل في المجال الإقتصادي— "لا يعفي المتعاملين الإقتصاديين من دفع الجباية". و في رده على سؤال يتعلق بهجرة الأدمغة أشار ذات المسؤول إلى أن المشكل في الجزائر يعود في الأساس إلى الثقافة السائدة المبنية على إعطاء الأولوية لشبكة العلاقات بدل الإعتماد على السلم الحقيقي للقيم الذي يعطي الأفضلية للكفاءة و الخبرة و المستوى العلمي.