أدى اليوم الاثنين أعضاء الجالية الجزائرية المقيمين بمدينة تاجروين التونسية الحدودية واجبهم الانتخابي الخاص بالتشريعيات في مكتب متنقل لاختيار نائيبين عن المنطقة الانتخابية الثالثة التي تشمل المغرب والمشرق العربيين وافريقيا واسيا وأوقيانوسيا في المجلس الشعبي الوطني في ظروف حسنة. وقد شرع عناصر الجالية منذ الصباح الباكر في التوافد على مكتب الاقتراع الذي حددته لهم القنصلية الجزائريةبالكاف في جو حماسي ورغبة في الادلاء بأصواتهم وإختيار القائمة الانتخابية التي يرون بأنها كفيلة بحل قضاياهم العالقة من بين سبعة قوائم (07) تتمثل في كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي والحركة الشعبية الجزائرية والتجمع الجزائري وكذا جبهة العدالة والتنمية وتكتل الجزائر الخضراء وأخيرا القائمة الحرة"الاصالة والمعاصرة". ولتمكين الناخبين من الالتحاق بمكتب الاقتراع لجأت قنصلية الجزائربالكاف إلى توفير وسائل النقل التي جابت مختلف القرى والمداشر المحيطة بمدينة تاجروين لنقلهم ذهاب وأيابا وهم يلوحون بالراية الوطنية تعبيرا عن فرحتهم بالمشاركة في العملية الانتخابية التي تخص وطنهم الام وكذا بالاهتمام البالغ الذي أولته لهم مصالح القنصلية. وفي تصريح ل (وأج) عقب أداء حقهم المدني دعا بعض عناصر الجالية الشعب الجزائري إلى ضرور المشاركة بكثافة في هذا الاستحقاق الوطني قصد إنجاحه "للحفاظ على سمعة الجزائر ومؤسساتها وتفادي كل ما من شأنه أن يقلل من أهمية هذه المناسبة الوطنية". وبخصوص الاوضاع المعيشية للجزائريين المقيمين بتونس راح البعض منهم يستعرض الصعوبات والعراقيل التي تعترضهم لاسيما فيما يتعلق بتفشي ظاهرة البطالة وسط الكثير منهم خاصة شريحة الشباب التي وجدت نفسها —كما ذكر الشاب نسيم في حيرة من أمرها بحيث أن القوانين التونسية لا تسمح بتوظيف الجزائريين في مؤسساتها. وبشأن قضية الاراضي الفلاحية الشاسعة التي تعود ملكيتها إلى مواطنين جزائريين والتي مازالت الشغل الشاغل الذي لم يهدأ له بعد بال جراء رفض السلطات التونسية تسجيلها ومنع كل جزائري من بيع أوشراء أرضه أرجع أحد المالكين الجزائريين ذلك إلى الضغوطات التي تمارس في حقهم بغية التخلي عنها نهائيا. وفي هذا السياق اوضح الناخب سيف الدين بورايو الذي تمتلك عائلته أراض فلاحية واسعة على غرار باقي الجزائريين أن الاتفاقية بين الجزائر وتونس والتي تعود إلى 1963 والتي تنص على حرية التملك والبيع والشراء والتي تم تفعيلها —كما اضاف— بمجيء الرئيس المؤقت التونسي منصف المرزوقي اصبحت تسمح فقط ببيع وشراء العقار (السكنات والمحلات التجارية لاغير). وقد أستغل بعض الجزائريين المالكين للاراضي الفلاحية تواجد ممثل واج لدعوة المسؤولين الجزائريين من خلاله إلى" التدخل لايجاد حل لهذا المشكل وإعادة الامور إلى نصابها لانه من غير الممكن —كما قالوا -التنازل أو التفريط في ملكيتهم لكونها هي العرض والشرف". وللاشارة فإن الولايات التونسية المحادية للحدود الجزائرية تعود معظم أراضيها إلى مواطنين جزائرين. وفيما يتعلق بسير عملية الاقتراع أوضح مراقب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد عيساوي أن الانتخابات تجري في كنف الشفافية والنزاهة مشيدا في نفس الوقت بالدور الذي تقدمته قنصلية الكاف من حيث تسخيرها لكافة الامكانيات المساعدة على إنجاح الانتخابات. كما اشاد من جهته مراقب تكتل الجزائر الخضراء عبد الكريم بن يزة بالسير الحسن الذي تشهده عملية الاقتراع وبالحياد التام للادارة في هذه الانتخابات.