يعد المشروع الضخم للتحويلات المائية الكبرى انطلاقا من سدي إيغيل أمدا (بجاية) والراقن (جيجل) نحو سدين خزانين الجاري إنجازهما بكل من "موان" و"دراع الديس" بولاية سطيف مكسبا ثمينا بالنسبة لقطاع الفلاحة. وتزداد أهمية هذا المكسب بالنظر إلى كون منطقة الهضاب العليا كانت في الماضي "مخزن غلال روما" وهي معروفة بنوعية قمحها الجيد الذي يزرع على أراضي خصبة اشتق منها اسم مدينة سطيف والتي تسمى بالأمازيغية "ازديف" بمعنى "التربة السوداء". للتذكير فإن ظاهرة الجفاف الطويلة التي تعرضت لها هذه المنطقة منذ حوالي عشريتين أدت إلى ضعف مردود إنتاج الحبوب بسبب قلة المساحات المسقية على الخصوص بحيث أن 4 آلاف هكتار مخصصة لزراعة الحبوب فقط يتم سقيها عن طريق تقنية السقي التكميلي وذلك من مجموع مساحة زراعية إجمالية تتربع على 360 ألف هكتار. وتتسم منطقة سطيف بوضعية جيومورفولوجية يطبعها خط مرتفعات يقع بين حوضين هيدوغرافيين مما يسمح لهذه الولاية بأن تستفيد من مواردها المائية السطحية. لكن هذه الموارد المائية تذهب من خلال منافذ طبيعية إلى خارج الحدود الإدارية لهذه الولاية وهو العائق الطبيعي الذي يدعى "عامل محدد" الذي حتم إدراج مشروع التحويلات المائية الكبرى. ويتعلق الأمر في هذا السياق بمشروع ضخم تطلب تخصيص 1 مليار أورو والذي يضمن بالإضافة إلى تموين بالمياه الصالحة للشرب ل3ر1 مليون ساكن سقي المساحات الزراعية المخصصة لإنتاج نوعي من القمح الذين تشتهر بهما منطقة سطيف وهما "قمح البليوني" و "محمد البشير" وذلك على مساحة 40 ألف هكتار إضافية. وخلال تفقده مختلف المنشآت الجاري إنجازها في إطار هذا المشروع يوم الاثنين اعتبر وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال هذا المشروع من أهم المشاريع وأصعبها التي تشهدها الجزائر منذ الاستقلال .