اعتبر باحثون جامعيون يوم الخميس أن شبكات التواصل الاجتماعي تعد "عاملا مساعدا" في التحولات السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية. في هذا السياق أكد الدكتور صالح سعود أستاذ بقسم العلاقات السياسية بجامعة الجزائر خلال الملتقى الوطني الذي نظمته جامعة الجزائر (3) حول موضوع "التحولات السياسية في الوطن العربي وشبكات التواصل الاجتماعي" أن هذه الأخيرة لعبت "دورا مساعدا" في تجسيد هذه التغييرات مضيفا بان العوامل الداخلية والخارجية كانت كذلك وراء هذا الحراك السياسي. كما استبعد الاستاذ سعود أن تكون لهذه الشبكات دورا في التأثير على الشعب الجزائري كونه "منسجما و يعي كل الوعي ماهية الوسائل الكفيلة والسلسة لإحداث التغيير السلمي". وبخصوص نفس الموضوع أوضح الدكتور ساعد هماش (جامعة باتنة) في مداخلة بعنوان "الشبكات التواصل الاجتماعي ودورها في الحراك السياسي العربي" أن هذه المواقع الاجتماعية وبالتحديد ألفايسبوك يعتبر "أداة رئيسية" ساهمت في "تجسيد وانتشار ما يسمى ب+الربيع العربي+" حيث انتقل الحراك السياسي كما يضيف من المجتمع الافتراضي إلى الواقع وساهم بحوالي 70 بالمائة في تحقيق هذا التحول الديمقراطي. و أضاف نفس المتحدث أن صفة التفاعلية والخدمات التي توفرها هذه المواقع مجانيا تعد من بين "عوامل نجاح" هذا التواصل خاصة في ظل "تأخر" الإعلام الرسمي في أداء دوره في مناقشة المطالب المتجددة لشرائح المجتمع لا سيما منه الشباب المنجذبون نحو هذه التقنية الحديثة. و أضاف ان الشباب يتحكمون جيدا في استعمال هذه التقنية وتمكنوا بذلك من "تجاوز التضييق الاعلامي المفروض من قبل بعض الانظمة السياسية في الوطن العربي". ومن جهته اعتبر الأستاذ سعيد بومعيزة (جامعة الجزائر) الشبكات الاجتماعية "عاملا مرافقا لهذه التحولات ومساهما في بلورة رأي عام حول قضايا وطنية معينة" مستبعدا في نفس الوقت أن تكون هذه الموقع أداة للتغيير بسبب عدم انتشارها بالصورة اللازمة في الاوساط الشعبية مؤكدا على اهمية العوامل الداخلية في تحريك ودفع الجماهير. وبالمناسبة قدمت الأستاذة أمينة نبيح من جامعة المدية عرضا مفصلا عن التطور التاريخي لظهور شبكات التواصل الاجتماعي مشيرة إلى دور الطلبة في ظهورها وانتشارها واصفة اياها بالفضاءات الجديدة للتعبير عن أراء الشباب ب"كل حرية وبدون قيود". أما الأستاذ عبد الحق بن جديد (جامعة عنابة) فقد شرح بدوره موضوع التكنولوجيات الحديثة ودورها في تشكيل القيم السياسية داعيا إلى ضرورة "الاستغلال الذكي لهذه الوسائل بصفة إيجابية باعتبارها سلاحا ذو حدين". الجدير بالذكر كان قد نوه رئيس جامعة الجزائر (3) الدكتور رابح شريط في كلمته الافتتاحية باهمية وابعاد هذا الملتقى في خلق نقاش علمي ما بين الباحثين داخل الجامعة والمساهمة في اثراء المعرفة العلمية والاجابة عن تسؤولات الرأي العام الوطني لفهم ما يحدث على الساحة السياسية العربية فهما صحيحا.