شدد المشاركون يوم الأحد في الأيام الوطنية الأولى للفيلم الوثائقي بدار الثقافة "مبارك الميلي" بميلة على الدور الفعال الذي كان للشريط الوثائقي في التعريف بالقضية الوطنية. وفي هذا الصدد اعتبر الأستاذ حبيب بوخاليفة من المعهد العالي لمهن فنون العرض والمسعي البصري ببرج الكيفان بالجزائر العاصمة أن الشريط الوثائقي كان بمثابة "السلاح الفعال" للتعريف بالقضية الجزائرية العادلة خلال الثورة التحريرية مشيرا الى دور الرواد "رونييه فوتييه" و"جمال الدين شندرلي" في ذلك. و أكد بوخاليفة في مداخلته أن الأشرطة العديدة التي وزعت عبر العالم " قدمت الوقائع كما هي على الأرض الجزائرية التي كانت تفيض دماء وتضحيات و مأسي وقمعا استعماريا وحشيا " مضيفا أن " تجسيد الذاكرة كان يحتاج لصورة تحكي الوقائع المريرة ". ويشارك في هذه التظاهرة الثقافية الفنية 30 مبدعا في هذا المجال يمثلون 12 ولاية مقابل 17 شريطا وثائقيا سيشارك في المسابقة الرسمية لهذه الأيام الوطنية التي تنظمها دار الثقافة لميلة حسب ما أفاد مديرها عمار عزيز . و لم يقتصر دور الفيلم الوثائقي الجزائري على مرحلة التحرير بل كان له أهمية أخرى خلال فترة البناء و التشييد حسب الأستاذ بوخاليفة الذي أشاد بالمناسبة بالأعمال العديدة التي قدمها السينمائي الراحل "عز الدين مدور" من خلال سلسلات وثائقية شهيرة أبرزها تلك التي خصصها للاستعمار. و يعود بروز السينما الوثائقية في العالم حسب هذا المحاضر الذي هو أيضا مخرج درامي إلى بداية القرن العشرين إذ صور أول عرض وثائقي كما قال سنة 1905 بحي باب الوادي (الجزائر العاصمة) .كما اشتهر فيما بعد مخرجون كبار بالإبداع في المجال السنمائي و من أبرزهم "جون غريارسون". وتميز انطلاق هذه التظاهرة التي حضرها والي الولاية بعرض شريط وثائقي بعنوان " مقاومة الجنوب الغربي الجزائري" من إخراج المبدع العربي الأكحل سنة 2007. ويتطرق هذا العمل الذي كان محل مناقشة في نهاية عرضه لملحمة المقاومات الباسلة لسكان و مناطق الجنوب الغربي من البلاد بين سنوات 1855 و1935. ويبرز الشريط الذي يستغرق ساعة يبرز الأحداث التاريخية التي طبعت مختلف أشكال مقاومة وكفاح الشعب الجزائري في تلك المنطقة تحت قيادة الزوايا إلى أن ظهرت الحركة الوطنية التي أعطت ديناميكية جديدة للكفاح السياسي و العسكري بالجنوب الغربي للبلاد. و تعد هذه التظاهرة التي تدوم أربعة أيام بعرض الأعمال المشاركة و أشغال ورشة صناعة الفيلم الوثائقي و نشاطات تكوينية وخروج للطبيعة " مفيدة جدا لتطوير القدرات للشباب المبدع " حسب ما أفاد من جهته جمال باشا أحد المشاركين القادم من تيزي وزو وصاحب أستوديو لأعمال الأفلام الوثائقية. ويشارك هذا الأخير في هذه التظاهرة بعملين هما " البرنوس" و " الرجل و الأرض".