بعد مرور خمس و أربعين سنة لا زال معرض الجزائر الدولي وفيا لنفس عادات زواره سواء كانوا مهنيين او جمهورا على الرغم من التغيرات العميقة في الظرف الاقتصادي و الاجتماعي للبلاد و كذا طريقة عيش الجزائريين. ففي الوقت الذي يواصل فيه المهنيون بحثهم عن شركاء من بين عديد المشاركين الاجانب الحاضرين فان اناسا بعيدين عن عالم الاعمال يواصلون التجوال في مختلف الاجنحة على الرغم من طبيعة المنتجات او الخدمات المقترحة من قبل منشطي تلك الفضاءات. و من بين الاسباب التي جعلت من معرض الجزائر الدولي يحافظ على وفاء زواره هو الانبهار بالالات و المعدات المعروضة في فضاء العرض و خارج الاجنحة واكتشاف الخدمات و الفرص المقترحة سيما من قبل المشاركين الوطنيين بمناسبة هذه التظاهرة او حتى الفضول و الرضى بمتعة التجول في الهواء الطلق بعيدا عن ضغوط المدينة. أما على مستوى الجناح المركزي للمعرض الذي يتمركز به مجموع العارضين الوطنيين فتتواجد اجنحة الالبسة و الاثاث و الاجهزة الالكترومنزلية و التجهيزات الكهربائية التي تستقطب جمهورا كبيرا في الوقت الذي راهنت فيه بعض الشركات على التنشيط من اجل انجاح عودتها إلى الساحة الاقتصادية الوطنية على غرار شركة تونيك للصناعة التي انتقلت إلى مظلة القطاع العمومي الذي انقدها من الانهيار. في هذا الصدد قال ل (واج) رب عائلة محملا بكيسين من المطويات لكنه على ما يبدو كان غير راض عن الاسعار المقترحة سيما من المتعاملين الوطنيين للاجهزة الالكترومنزلية "عادة ما يكون هذا النوع من التظاهرات فرصة للمنتجين الوطنيين للتخفيض من الاسعار و تلبية حاجات اكبر عدد من المواطنين بعروضهم و خدماتهم". و أضاف "لقد انتظرت معرض الجزائر لكي اتمكن من اقتناء جهاز تلفزيون بسعر مناسب الا ان الاثمان كانت مشابهة تقريبا لما هو متاح في اماكن اخرى". من جانبهم وجد المتعاملون في الهاتف النقال في هذا المعرض فرصة ملائمة للرفع من مداخيلهم من خلال تقديم عروض تنافسية مغرية و طومبولات مع تقديم الهدايا للمشتركين الاوفياء. أما خارج الاجنحة فان الخيمات الصغيرة المصنوعة من وبر الابل و المنصوبة وسط الطريق الرئيس لقصر المعارض فلا زالت تصنع الفرجة سيما بفضل المواد والتحف التقليدية المعروضة. و كانت هذه المنتوجات التقليدية المصنوعة يدويا محل استقطاب سواء بالنسبة للزوار أو العارضين الأجانب الراغبين في حمل هدية تذكارية من الجزائر. و فيما يتعلق بالأجنحة الأجنبية فقد جلبت المنتوجات الفنية و الألبسة التي عرضتها البلدان العربية و الافريقية اضافة إلى الهند و الصين فضول الزوار الذين لم يترددوا في شراء بعض منها بالرغم من أن المعرض يعد فضاء للعرض يمنع فيه البيع بالنسبة للعارضين الأجانب. في هذا الصدد صرحت سيدة في الأربعين من العمر مرفوقة بابنتيها و ولدها أنها قدمت خصيصا إلى الجناح الهندي من أجل شراء هدية تذكارية لابنتها الصغرى التي اجتازت امتحانات شهادة التعليم الأساسي. و أردفت تقول "لم أكن أدري أن البيع ممنوع (خلال التظاهرة)" مضيفة أنها اشترت لها سوارا مصنوعا من الفضة بسعر 1500 دينار. من جهة أخرى يبقى الاطعام يشكل النقطة السوداء لمعرض الجزائر الدولي حيث تتضاعف الأسعار مقارنة بتلك المطبقة في الأحياء الفاخرة بالعاصمة بالرغم من تحسن جانب النظافة مقارنة بالطبعات السابقة. و قد عرف معرض الجزائر الدولي ال45 الذي دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأربعاء المنصرم تحت شعار " خمسون سنة من التشييد" مشاركة حوالي ألف عارض من بينهم أكثر من 600 عارض أجنبي يمثلون 36 بلدا. و تشارك مصر "ضيف شرف" هذه الطبعة ب61 مؤسسة ينشطون أساسا في قطاعات الألبسة و الأثاث و البناء. و ستختتم الطبعة ال45 لمعرض الجزائر الدولي التي تتزامن هذه السنة مع احياء الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني غدا الثلاثاء بعد سبعة أيام من العرض و التنشيط و عقد لقاءات مهنية.