يعد نسج السوخر و هو نوع من الصفصاف حرفة تتطلب مزيدا من الصبر و الانتباه كما يبرهن على ذلك عدد من المعاقين ذهنيا بولاية تيزي وزو الذين تعلموا كيفية صنع تحف فنية حقيقية بواسطة هذه المادة. و تتمثل هذه التحف في مقاعد صغيرة (طابوري) و سلال الفاكهة والخبز وقناديل وأغراض التزيين تنجزها أنامل هذه الفئة من الشباب الذين يجدون " متعة " و يولون "اهتماما كبيرا" لتعلم هذه الحرفة التقليدية كما أكدته السيدة أنتيتان حرية مؤسسة و نائبة رئيس جمعية أولياء الأطفال المعاقين ذهنيا لتيزي وزو. و أفاد ذات المصدر أن هذه الجمعية تسهر على تأطيروالتكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا غير المتمدرسين الذين يتعلمون هذه الحرفة. و يرى المشرفون على هذه الجمعية التي ظهرت للوجود سنة 1994 أن تلقين المعاقين ذهنيا حرفة يساهم في إدماجهم مهنيا فضلا عن "تعزيزالثقة في النفس" من خلال تقديم خدمة نفعية كما أوضحت السيدة أنتيتان. ولتجسيد هذا المشروع اتصلت الجمعية المذكورة بجهاز الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر للحصول على قرض لاقتناء المادة الأولية الضرورية لممارسة هذا النشاط التقليدي. وأضافت المتحدثة أن بيع أولى المنتجات من مقاعد صغيرة وسلال الفاكهة و الخبز المصنوعة من طرف المعاقين ذهنيا سمح بتسديد جزء من القرض و شراء المادة الأولية مشيرة أن تسويق مختلف هذه الأغراض يتم في صالونات الصناعة التقليدية. و لا تقل الأشياء المعروضة قيمة عن تلك المصنوعة من طرف حرفيين محترفين رغم ملاحظة بعض النقائص أحيانا في نسج السوخروهو ما يضفي "طابعا جماليا فريدا من نوعه" حسب السيدة أنتيتان التي ذكرت أن الزوار لا يترددون في شراء الأشياء المعروضة بعد إطلاعهم على أنها من صنع معاقين ذهنيا. كما يشارك في هذا المشروع أطفال معاقون ذهنيا لا تتعدى أعمارهم خمس سنوات من خلال صنع حلي مقلدة و غيرها من أغراض التزيين مثل اللوحات و الصناديق و الأزهار. للعلم فإن جمعية أولياء الأطفال المعاقين ذهنيا لتيزي وزو المتواجد مقرها بتجزئة صالحي تتكفل ب 75 طفلا لا يتعدى عمر بعضهم أربع سنوات يعانون من تثلث صبغي و هو عبارة عن إعاقة حركية للمخ مصحوبة باضطرابات في السلوك. ويتم تأطيرهم من طرف ثماني مربيات متخصصات و طبيب نفساني و آخر مختص في تصحيح النطق. و لضمان تكفل جيد بهذه الفئة من الأطفال فإن مديرية التربية خصصت لهذه الجمعية خمسة أقسام على مستوى المدرسة الابتدائية زميرلي أكلي المتواجدة بتجزئة صالحي.