أكد المجاهد عمر رمضان يوم الثلاثاء أنه لا يوجد حاليا أية وثيقة أو دليل يثبت أن الشهيد البطل الجيلالي بونعامة تم التمكن منه من قبل السلطات الفرنسية عن طريق "وشاية". في الذكرى الواحد والخمسين لاستشهاد الجيلالي بونعامة (8 أوت 1961 ) المدعو سي محمد أوضح رفيقه المجاهد عمر رمضان في ندوة تاريخية نشطها بمنتدى المجاهد أنه "لايوجد إلى غاية اليوم دليل يثبت أن السلطات الفرنسية تمكنت من الشهيد بواسطة وشاية" مضيفا "أن نتائج التحقيقات التي تمت بعد الاستقلال ترجح فكرة التعرف عن مكان الشهيد عن طريق التصنت لمكالماته الهاتفية التي كان يقوم بها مع وفد الحكومة الجزائرية المؤقتة بالخارج انذاك". وأشار رفيق الشهيد الذي هو حاليا عضوا في الثلث الرئاسي بمجلس الامة أن فتح أرشيف الثورة "سيكشف ربما حقائق أخرى" حول حيثيات استشهاد الجيلالي بونعامة الذي يجهل إلى غاية اليوم مكان دفنه إلى جانب العديد من الجوانب في الثورة التي "لا تزال غامضة" على غرار قضية "الاليزي". وحول ما يسمى بقضية "الاليزي" أعتبر السيد رمضان أن الوفد الذي ذهب للتفاوض مع الرئيس الفرنسي شارل ديغول بعد اطلاق ما سمي بسياسة "سلم الشجعان" ( صالح زعموم و محمد بوقرة) "وان ارتكب خطأ غير انه من غير المعقول ان يعتبره البعض خيانة للثورة" حسب وجهة نظره. وقد تمكنت السلطات الفرنسية بعد عام من متابعته من قتل البطل الجيلالي بونعامة الذي استشهد في ضواحي بوفاريك وعمره لا يتجاوز 34 سنة حيث اضطر الجيش الفرنسي الاستعانة بفيلق اجنبي تم جلبه من كورسيكا لتصفيته مع العلم ان الجيش الفرنسي شن ثلاثة عمليات عسكرية بين 1960و1961 لقتله عليه غير ان كل المحاولات بائت بالفشل. كما تطرق المجاهد عمر رمضان إلى المسار الثوري للشهيد الذي ولد في 16 أفريل 1926 ببرج بونعامة (تيسمسيلت) مبرزا الدور الكبير الذي لعبه في منطقة الونشريس قبل اندلاع الثورة وفي الولاية الرابعة التاريخية منذ توليه القيادة في المنطقة. ويعود الفضل حسب المجاهد عمر رمضان إلى الجيلالي بونعامة في تجنيد عمال منجم بوقايد الذي كان يشتغل فيه قبل الالتحاق بالثورة. كما لعب دورا كبيرا في اقناع الموالين لمصالي الحاج بالالتحاق بجبهة التحرير الوطني ابتداءا من أبريل 1958. كما كان الفضل للشهيد بونعامة في "توسيع نطاق الولاية الرابعة بعد الحاق المنطقة المستقلة (الجزائر العاصمة) بها بعد استشهاد العربي بن مهيدي وتوقيف اهم المجاهدين الذين كانوا ينشطون فيها انذاك". واعتمد الشهيد ايضا على الجانب الاعلامي لتدويل القضية الجزائرية لكسب الدعم الاجنبي حيث استذكر المحاضر بالمناسبة دعوة الشهيد لاحد صحفيي الجريدة الايطالية لوكوريي دي لاسيرا لزيارة معقل جنوده بالجبال حيث كتب هذا الصحفي مقالا مطولا حول الثورة في الجريدة السالفة الذكر.