امهل رئيس مالي المؤقت ديوكوندا تراوري رئيس وزرائه 72 ساعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة تحت ضغوط المجتمع الدولي و المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي اعلنت جاهزية قوتها التدخل شمال البلاد لاستعادة الاستقرار والنظام. وجدد الرئيس ديونكوندا ثقته في الوزير الاول الانتقالي الشيخ موديبو ديارا وذلك بالرغم من دعوات العديد من الأحزاب السياسية المطالبة باقالته ل"افتقاره للكفاءة والمهنية والحس الاستراتيجي" و "عجز"ه على ايجاد حل للازمة شمال البلاد الخاضع منذ حوالي 5 اشهر لسيطرة الجماعات المسلحة منها التي تنتمي الى تنظيم القاعدة. وطالب ديونكوندا ديارا بتقديم اقتراحات اليه لتشكيل حكومة وحدة وطنية حسب بيان اصدرته الرئاسة المالية امس. وصدر القرار الرئاسي بعد مشاورات أجراها الرئيس اول امس مع ما يسمى بال"قوى الحية" في البلاد وفي مقدمها الأحزاب السياسية والمجلس العسكري الذي أطاح في انقلاب بحكم الرئيس أمادو توماني توري في 22 مارس الماضي ثم عاد وسلم السلطة بعد أسبوعين إلى نظام مدني انتقالي. و يتوقع أن يتسلم رئيس الوزراء المكلف السيرة الذاتية للوزراء المحتملين بحلول يوم غد الثلاثاء. و تشدد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس) منذ أسبوعين الضغط على الرئيس المالي المؤقت تراوري للتسريع بتشكيل حكومة أكثر تمثيلا لحشد أكبر دعم داخلي من أجل استعادة الشمال. و تزامنا مع هذه التطورات اعلن قائد الجيش الإيفواري الجنرال سومايلا باكايوكو ان بعثة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ''ايكواس جاهزة لتنفيذ مهمتها والانتشار في مالي'' مؤكدا مشاركة 13 دولة إفريقية عضوة في التجمع الاقليمي في القوة العسكرية الإفريقية للتدخل في شمال مالي. وقال الجنرال باكايوكو وهو عضو في قوات مجموعة (ايكواس) في ختام اجتماع لقادة اركان دول ايكواس اليوم في باماكو لتحديد شكل ومهمة القوة العسكرية إن "بعثة المجموعة إلى مالي تنتظر قرارا من مجلس الأمن الدولي لإرسال 3000 عنصر إلى شمال مالي الذي تسيطر عليه مجموعات مسلحة". ومن جهته قال وزير الدفاع في مالي العقيد ياموسا كامارا ان" اشياءا قليلة تم القيام بها ميدانيا "فيما يخص ارسال المحتمل لقوة من مجموعة بلدان غرب افريقيا "ايكواس" الى مالي التي تخضع شمالها لسيطرة الجماعات الاسلامية المسلحة. وقال الوزير المالي ان "لاعتداء الذي وقعت ضحيته مالي يحظى باهتمام المجتمع الدولي وهو اهتمام في محله"مضيف "للاسف واذا ما وضعنا جانبا التصريحات المبدئية واعداد الاجراءات العملية فان ما تم القيام به الى الميدان قليل جدا". و كانت السينغال قد أعلنت على لسان الرئيس ماكي سال بأن بلاده لن ترسل قوات إلى مالي رغم عضويتها في مجموعة "ايكواس". و في خضم هذه الاحداث احتشد أكثر من خمسين ألف شخص امس في باماكو في اكبر مظاهرة مطالبة بتحقيق السلام والمصالحة الوطنية تلبية لنداء المجلس الإسلامي الأعلى في البلاد وسط انتشار امني كثيف. واقيم المهرجان في ملعب "26 مارس" أكبر الملاعب في العاصمة المالية بحضور عدد من رجال السياسة بمن فيهم رئيس الوزراء الشيخ موديبو ديارا (...)". ونقل المصادر عن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي محمود ديكو دعوته المشاركين في التجمع إلى "الصلاة من أجل مالي والسلام في مالي" واعتبر ديكو أن "ما يجرى في مالي ليس مفاجئا وإنما هو نتيجة خيانة تحولت إلى نظام و فساد" داعيا المواطنيين الماليين إلى "التوافق من أجل مصلحة البلاد". وانقسمت مالي إلى شطرين منذ أن مهد انقلاب وقع في 22 مارس الماضي الطريق أمام الجماعات الاسلامية المسلحة لتشديد قبضتها على شمال البلاد و بسط نفوذها على كبريات مدنه (غاو تومبوكتو و كيدال). و تم تعيين تراوري رئيسا مؤقتا لمالي في إطار اتفاقية ابرمت بين الانقلابيين الذين شكلوا مجلسا عسكريا و مجموعة "ايكواس" لتسليم السلطة الى المدنيين. و اختار تراوري شيخ موديبو ديارا وهو عالم فيزياء كان يعمل في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية/ناسا لادارة الحكومة الانتقالية تمهيدا لتشكيل حكومة الوحدة وطنية و التي رغم المد و الجزر لم تعرف النور بعد.