سجلت مؤخرا بولاية ميلة مساعي حثيثة من أجل إنجاز شاطيء اصطناعي من شأنه سد احتياجات استجمام وترفيه على مشارف سد بني هارون، حسب ما علم من مصالح الولاية. وكان وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، قد أعلن مؤخرا لدى زيارته للولاية عن موافقته على الشروع في تنفيذ دراسة فنية قصد تهيئة شاطئ أصناعي بسد بني هارون الذي يتوفر حاليا على منسوب مائي هائل بحجم 940 مليون متر مكعب بعدما كان بلغ في فيفري الماضي 1 مليار متر مكعب. وتسجل مصالح الحماية المدنية سنويا وفاة ما بين 4 إلى 6 أشخاص جلهم من الشباب جراء السباحة الخطرة في مياه السد العملاق الممتد على طول 35 كلم مخترقا إقليم 6 بلديات بولاية ميلة وبلدية مجاورة ببلدية قسنطينة. وبوسع المتجول في ضفاف السد ببلدية سيدي مروان المطلة على هذه المنشأة المعلاقة وبلديات أخرى متاخمة أن يلاحظ تهور شبان بالعوم في هذا الوسط المائي الممنوع و الخطير على حياتهم دونما اكتراث لهذه الأخطار. وتساعد الحرارة الشديدة كما هو الحال خلال الصيف الحالي في تفاقم ظاهرة السباحة في مياه السد لتلبية احتياجات الاستجمام و الترفيه ولو كان ذلك في ظل مخاطر جمة تهدد السلامة. و تبدو فكرة إنجاز شاطيء اصطناعي التي يرعاها بقوة والي الولاية السيد عبد الرحمان كاديد جد مناسبة لتلبية رغبات الشباب و المواطنين محليا في توفر فضاءات استجمام وراحة قد يوفرها محيط سد بني هارون العملاق. و صرح والي الولاية مؤخرا لوأج بأنه يتألم في كل مرة لسقوط ضحايا نتيجة السباحة في هذا السد ما يجعله متحمسا جدا لإنجاز شاطيء اصطناعي سيضاف لمشروع بناء قاعدة للرياضات المائية قرب القرارم قوقة. و كان وفد من ولاية ميلة ضم رئيس المجلس الشعبي الولائي و مدير الموارد المائية قد زار مؤخرا أحد السدود العملاقة في فرنسا متوقفا عند تجربة فضاءات الاستجمام و الراحة التي تتوفر عليها و لاسيما منها منشآت الشواطئ الاصطناعية التي تجلب إليها الكثير من المصطافين. و طرحت ولاية ميلة منذ عدة أشهر إعلانات للتعبير عن النوايا بشأن إقامة مشاريع استثمارية سياحية على ضفاف السد على غرار فضاءات الترفيه و ميناء نزهة و صيد و قوارب التجوال وحتى فكرة إنجاز تليفيريك يربط سيدي مروان ببلدية الشيغارة الجبلية التي كان سد بن هارون قطعها عن محيطها الطبيعي بفعل غمره للطريق القديمة التي تتصل ببلديتها الأم السابقة (سيدي مروان). وربما تكون فكرة الشاطئ الاصطناعي أكثر الأفكار المطروحة حاليا قابلية للتنفيذ السريع حسب متتبعين شريطة تظاهر الكثير من الجهود المحلية. يذكر أن سد بني هارون شهد خلال شهر مارس الماضي تنظيم تظاهرة وطنية في التجديف إلى جانب نشاطات مختلفة استقطبت المئات من المواطنين التواقين لتثمين هذه المنشأة العملاقة بأفضل شكل ممكن.