لا تزال الأوضاع الأمنية تراوح مكانها بمدن سورية في ظل استمرار موجة العنف التي حصدت اليوم الاثنين أرواح أزيد من 100 شخص فيما تعهدت السلطات السورية بدعم مهمة الأخضر الابراهيمى مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية المنتظر وصوله إلى دمشق السبت القادم لحلحلة الأزمة المتواصلة منذ أزيد من 17 شهرا. ومع استمرار المعارك في سورية بين قوى المعارضة وقوات النظام وتأكيد الأخضر الابراهيمى بان المساعى الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سورية "شبه مستحيلة" يبقى مستقبل هذا البلد خاصة فيما يتعلق بأوضاعه الأمنية والإنسانية مجهولا وسط تخوفات دولية من انعكاساته على المنطقة برمتها . وقال الإبراهيمي في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الاثنين أن المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سورية "شبه مستحيلة" والمجهودات التي تبذل حاليا غير كافية لإنهاء القتال وهذا في حد ذاته عبء كبير. ومن المقرربحسب مصادر إعلامية سورية ان يبدأ الأخصر الإبراهيمي يوم السبت المقبل زيارة لسورية يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد. وسيتوجه الابراهيمي عقب زيارته إلى سورية إلى القاهرة لإجراء مباحثات حول تطورات الأوضاع في هذا البلد ومهمته بها . واوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان الأوضاع في سورية سوف تناقش من جميع أبعادها في اجتماع اللجنة الوزارية العربية بعد غد إلى جانب الخطوات الواجب اتخاذها لدعم مهمة المبعوث المشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة. و أشار العربي إلى أنه سيتم رفع ما يتم اتخاذه من خطوات إلى الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة لإقراره. يذكر أن زيارة المبعوث المشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي إلى الجامعة العربية يوم الأحد المقبل تعتبر هي الأولى له بعد توليه مهمته الجديدة خلفا للمبعوث الأممي السابق كوفي عنان. ووصرح وزير الاعلام السوري عمران الزعبى اليوم ان دمشق تقدم لمبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمى" أقصى حدود المساعدة " معتبرا ان أي مبادرة تساعد بلاده على الخروج من "المؤامرة" التى تتعرض لها سنتعامل معها بشكل إيجابى على الا تمس السيادة الوطنية . وأوضح الوزير السوري في لقاء صحفي بدمشق ان بلاده ستقدم للأخضر الإبراهيمى "أقصى حدود المساعدة وستعمل كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود كما وصلت اليه مهمة سلفه كوفي عنان بسبب عدم إستجابة الأطراف الخارجية له " على حد قوله. و أكد ان الجيش السوري سيتابع تنفيذ واجباته الدستورية "لاعادة الامن والاستقرار إلى جميع المدن والاحياء والقرى السورية موضحا ان " استعادة الامن والاستقرار في البلاد من قبل الجيش لا علاقة لها بأي عمل سياسي ولا بخطة عنان او أي مبادرة اخرى لانها لا تمنع ذلك". وتبقى الأوضاع ميدانيا على حالها حيث تتواصل الاشتباكات بين قوى المعارضة وقوى النظام في العديد من المدن السورية مخلفة العديد من القتلى . فقد أعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سورية مقتل 105 شخصا اليوم في البلاد مشيرة إلى أن معظم القتلى سقطوا في حلب وريف دمشق ودير الزور. كما أعلن مصدر رسمي سوري أن انفجار وقع في منطقة جرمانا بريف دمشق اليوم أسفر عن مقتل خمسة مواطنين وإصابة 25 آخرين بجروح إضافة إلى أضرار مادية كبيرة. وكانت منطقة جرمانا قد تعرضت الأسبوع الماضي لعدد من التفجيرات كان أعنفها تفجير سيارة مفخخة اوقفها "مسلحون" جانب مقبرة المدينة أثناء تشييع جنازتين وأدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 48 بجروح وتضرر بعض الأبنية المحيطة بموقع التفجير. و يذكر أن الأممالمتحدة أعلنت أمس الأحد أن عدد ضحايا أعمال العنف من السوريين سجل رقما قياسيا خلال الأسبوع الماضي حيث وصلت حصيلة القتلى إلى 1600 قتيل بينهم العديد من الأطفال. ووفق المنظمة الأممية فان عدد قتلى أحداث العنف التي تشهدها سورية بلغ ما يقرب من 5000 قتيل خلال شهر أوت الماضي . وتشهد عدة مناطق في سورية منذ منتصف شهر مارس 2011 إحتجاجات شعبية سلمية ما لبثت أن تحولت بعد نحو ستة أشهر إلى مواجهات مسلحة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة مما أدى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 26283 شخصا على الأقل. إلى ذلك فقد دفعت الأزمة بالاف السوريين إلى النزوح عن ديارهم باتجاه دول الجوار من بينها تركيا والأردن التي وجهت نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي مؤخرا لمساندتها في تحمل أعباء الوافدين إلى أراضيها من سورية. وفي هذا الاطار يصل الرئيس الجديد للجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر اليوم إلى دمشق حيث سيلتقى عددا من كبار المسؤولين السوريين على رأسهم الرئيس بشار الاسد. وقالت المنظمة الدولية في بيان أن بيتر موررسيصل اليوم إلى دمشق في زيارة تستمر ثلاثة أيام" هي الأولى منذ توليه منصبه في الأول من جويلية الماضي موضحة أن المحادثات ستتناول خصوصا "القضايا الإنسانية الملحة" . ونقل البيان عن مورر قوله انه "من المهم جدا لنا وللهلال الأحمر السوري أن نتوصل إلى تعزيز عملنا الإنساني بشكل كبير". وقال أن المحادثات التي ستجري في سورية ستتناول معالجة الوضع الإنساني المتدهور أساسا بسرعة والصعوبات التي تواجهها اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري للوصول إلى الأشخاص المتضررين من النزاع المسلح.