نظم حفل زفاف جماعي تضامني لفائدة نحو ستين زوجا ليلة الجمعة إلى السبت بمدينتي متليلي والقرارة بولاية غرداية. ونظم هذا الحفل البهيج الذي ميزته الطقوس الإجتماعية العريقة التي يشتهر بها سكان هذه المنطقة عدة جمعيات خيرية ودينية محلية تنشط بالمدينتين في إطار المبادرات التضامنية التي مولها محسنون. وذكر أحد الأعضاء المنظمين لهذا الحدث الإجتماعي بمدينة متليلي ( نحو 40 كلم جنوب عاصمة الولاية ) أن هذا القران الجماعي يشكل "فرصة لترقية وتمتين قيم التضامن و الإنسجام الإجتماعي في مجتمعنا"، فيما أوضح أحد المشرفين على زفاف جماعي أقيم بمدينة القرارة (120 كلم شمال شرق مقر الولاية) أن هذه المبادرة الإجتماعية ترمي إلى "تشجيع ومساعدة الشباب الذين يعانون من صعوبات لإتمام نصف دينهم وتمكينهم من الإندماج في المجتمع من خلال مكافحة ظاهرة العزوبية وتجنيبهم السقوط في أوحال الآفات الإجتماعية ". وعادة ما ينطلق حفل "تتويج "العرسان بعد صلاة العشاء مباشرة .ويحضر المدعوون مراسم التتويج الجماعي للأزواج الجدد الذين يرافقهم "الوزراء" حيث يقوم المشاييخ والأئمة و على أنغام المدائح الدينية وبعض أناشيد الأفراح التي تشنف الآذان وتؤديها مجموعات صوتية بتتويج العرسان وذلك قبل تناول وجبة مأدبة العرس التي تتمثل في أطباق أكلة الكسكسي . وبعد إلقاء مواعظ من قبل المشائخ التي يتناولون فيها بالخصوص المقاصد الشرعية و الإجتماعية للزواج والسبل الناجحة لإنشاء أسر سليمة بما يسمح لها أن تعزز التماسك الإجتماعي، يتضرع الجميع إلى المولى عز وجل أن يرعى هؤلاء الأزواج الشباب ويغدق عليهم الطمأنينة والسعادة الزوجية الأبدية . وبالمناسبة أعرب أحد المتوجين وفي نبرة تملؤها السعادة الغامرة عن سعادته بهذه اللحظات مشيرا أن هذا الزفاف الجماعي قد سمح له بالإقتصاد في ما جمعه من مداخيل التي ستوجه لبناء عش الزوجية. وتعد الأعراس الجماعية بولاية غرداية واحدة من التقاليد المحلية الراسخة والأكثر انتشارا في المجتمع والتي تحمل أبعادا اجتماعية وثقافية واقتصادية .وقد انتشرت في مناطق أخرى بعد أن تجاوزت بمرور الوقت حدود المنطقة.