بعث رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح اليوم الأحد برقية تعزية إلى عائلة الفقيد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي انتقل إلى جوار ربه أمس بعد مرض عضال أكد فيها أن الراحل "تفانى في أداء مسؤولياته بإخلاص وطني مشهود". وجاء في برقية بن صالح أن "المولى عز وجل قضى أن ينتقل الأخ و المجاهد و رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد إلى جوار رب العزة... و ليس لنا و نحن نتلقى هذا المصاب الأليم بقلوب خاشعة إلا أن نغالب مشاعر الحزن و الأسى بالصبر الجميل و أن نستعين بالجلد و الثبات أمام أوجاع المصيبة". وأضاف رئيس مجلس الامة "أنها لفاجعة مؤلمة غيبت عن دنيانا هذه مجاهدا سجل مآثره في وقت مبكر من حياته مجاهدا مع الأفواج الأولى التي تسابقت إلى خوض حرب التحرير المجيدة ... ففي أتون الأهوال و المكابدات في حرب ضروس تدرج صاعدا في الرتب العسكرية يزكيه رفاق الثورة و قادتها الذين أحاطوه بما هو جدير به من تقدير و احترام و انزلوه بينهم المنزلة الخاصة". و تابع بن صالح يقول إن الراحل "ظل بعد الاستقلال الوطني و هو أحد كبار قادة الجيش الوطني الشعبي وفيا لمبادئ و رسالة نوفمبر الخالدة مسخرا نفسه للمساهمة في بناء المؤسسة العسكرية للدولة الجزائرية المستقلة الفتية إلى أن تولى أسمى المناصب بتقلده مسؤولياته السامية رئيسا للجمهورية". واستطرد قائلا أن الفقيد "تفانى في أداء مسؤولياته بإخلاص وطني مشهود و بجهد متواصل دؤوب لخدمة البلاد و الدفع بها للحاق بمقتضى العصر ... فبوأه ذلك مكانة رفيعة في نفوس الجزائريات و الجزائريين و لقد ازداد رفعة بالتواضع و بانجازات هامة و عديدة خطت بها الجزائر تحت قيادته خطوات إلى الأهداف المنشودة لا سيما في التأسيس لقواعد التعددية و الانفتاح السياسي". "و لقد شاء الله تبارك و تعإلى —يضيف بن صالح— أن يغادرنا المجاهد و الرئيس و الجزائر تحيي سنة خمسينية استرداد السيادة الوطنية و هي على مشارف إحياء الذكرى 58 لاندلاع ثورة التحرير المباركة لتغر عينه بجزائر الاستقلال التي واصل عطاءاته وتضحياته من أجل بناء أركانها". وأكد رئيس الغرفة العليا للبرلمان ان مسيرة الفقيد " ستبقى محل اعتزاز لأبناء الجزائر" معربا بهذه المناسبة الاليمة عن بالغ تأثره و متوجها إلى كافة أفراد أسرة الفقيد و للأهل و الأقارب باسمه و باسم أعضاء مجلس الأمة بخالص العزاء و صادق المواساة داعيا من المولى عز وجل أن يلهمهم جميعا الصبر و السلوان و أن يتغمد الفقيد الغالي في جنة الرضوان مع من سبقه من إخوانه الشهداء و رفاقه المجاهدين.