أصدر المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران مؤخرا كتاب من تأليف جماعي بعنوان "الاستقلالات في المغرب العربي" وذلك بمناسبة الاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية. ويتزامن اصدار هذا الكتاب مع تنظيم ابتداءا من يوم الأحد الملتقى الدولي "1962 .. عالم" المخصص للإستقلال الوطني وأصدائه وآثاره عبر العالم.وهو اللقاء الذي حظي بتحضيرات مكثفة من قبل المنظمين. ويعد الكتاب ثمرة عمل شارك فيه زهاء عشرين باحثا في تخصصات مختلفة مثل التاريخ والعلوم السياسية وعلم الاجتماع والاقتصاد والحقوق والأنثروبولوجيا وغيرها. ويشكل الإستقلال الوطني الموضوع الأساسي لهذا العمل غير أن الباحثين ارتأوا توسيع دائرة البحث والتفكير للتطرق كذلك إلى تونس والمغرب. وفي مقدمته أشار منسق الكتاب الدكتور عمار محند-عامر وهو مؤرخ أن نهاية النظام الإستعماري والإستقلال يشكلان في المغرب العربي أحداث تاريخية متميزة ومع ذلك فإن مسارات الحصول على الاستقلال والتسيير السياسي لهذا التحول وإنتقال الذين كانوا تحت نير الإستعمار إلى وضع مواطنين في مجتمع حر وديناميكيات التنمية واعادة البناء "اختلفت من بلد إلى آخر". واعتبر أن الجزائر نظرا لتاريخها (استعمار طويل وحرب تحريرية مريرة) واستقلالها تشكل "انطلاقة لديناميكيات على الصعيدين الوطني والدولي". وحول ثلاث اشكاليات هي "الاستقلال ومسار المرحلة الانتقالية" و"الرهانات الوطنية ومشاريع المجتمع" و"من المجتمعات الاستعمارية إلى الدول الوطنية" قدم باحثون من مختلف الجامعات الجزائرية ومن فرنسا والمغرب وكندا مساهماتهم حول العديد من التساؤلات التي تشكل دعامة الكتاب والمتمثلة في "بعد مرور 50 عاما ما هي الآمال التي أثارتها نهاية الاستعمار وتطلعات الشعوب وتحديات الدول المستعيدة سيادتهاحديثا ". وان كانت المساهمات متنوعة وزوايا المعالجة كثيرة ومتكاملة فان مسألة الاستقلال تبقى موضوعا واعدا وخصبا وفق منسق هذا العمل الذي يرى أنه توجد آفاق واسعة للبحث في هذا الميدان العلمي.وأن اهتمام المؤسسات الأكاديمية يوحي بعمل حقيقي للاستمرارية في هذا الطريق. وللإشارة تم انتاج هذا الكتاب بالتعاون بين المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران ومعهد البحث حول المغرب العربي المعاصر (تونس).