تعقد اللجنة العربية المعنية بحقوق الانسان غدا اجتماعا بمقر الجامعة العربية بالقاهرة يدوم يومين لمناقشة تقرير حقوق الانسان الدوري الاول المقدم من طرف الجزائر. ويتمحور تقرير الجزائر حول حقوق الانسان الذي حضرته لجنة مكونة من الوزارات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان وقدم للجنة العربية لحقوق الانسان في مارس 2011 حول التدابير المتخذة لتنفيذ بنود الميثاق العربي لحقوق الإنسان وكذا الإنجازات المعتبرة التي حققتها الجزائر في مجال حقوق الإنسان الأساسية على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية . كما يستعرض السياق التاريخي و الاجتماعي والمحيط الذي تمارس فيه هذه الحريات وكذا جهود الدولة لمسايرة المتطلبات والتطورات التي يشدها المجتمع والمحيط الدولي . و أفاد مصدر مقرب من الوفد الجزائري ان هناك جهد قد تم من أجل تحيين التقرير الذي بحوزة اللجنة العربية والذي يشمل فقط الفترة ما قبل مارس 2011 ولا يتضمن الاصلاحات الهامة التي باشرتها الجزائر بعد خطاب الرئيس بوتفليقة في 15 افريل 2011 والتي ادخلت بموجبها تغييرات معتبرة على مستوى المنظومة القانونية سعت في مجملها إلى تعميق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعاية وخاصة ما يتعلق بحماية وترقية الحريات الاساسية وتعميق الممارسة الديمقراطية وتكريس اليات الحماية لحقوق الانسان . وأوضح ان التحيين سيشمل ابراز التحولات التي شهدت الجزائر ما بين افريل 2011 وحتى بداية 2012 بعد اقرار حزمة الاصلاحات السياسية التي قررها رئيس الجمهورية وصادق عليها البرلمان بداية من جانفي 2012 وشملت تعديل الدستور ومجموعة القوانين المنظمة للممارسة الديمقراطية حيث تم اصدار القوانين العضوية المتعلقة بالاعلام والاحزاب السياسية والنظام الانتخابي وترقية تمثيل المراة في المجالس المنتخبة وكذلك قانون جمعيات المجتمع المدني وغيره . كما يشمل توضيح انعكاس ذلك على مستوى الممارسة السياسية والحقوقية في الميدان والانجازات الهامة المحققة في هذا المجال والتي كانت محل تنويه المنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية مثل المتعلقة باعتماد الاحزاب السياسية الجديدة وتشجيع توسيع نشاطها السياسي والمشاركة في الانتخابات التشريعية الاخيرة وكذا تلك المتعلقة بترقية حقوق المراة حيث مثل حصول النساء في الانتخابات التشريعية الاخيرة على 147 مقعدا في الغرفة الاولى أي بنسبة تفوق ال 30 بالمائة انتصارا كبير لمطلب المشاركة السياسية للمراة نوهت به المفوضة السامية الاممية لحقوق الانسان السيدة "نفانتيم بيلاي" خلال زيارتها الاخيرة للجزائر فضلا عن فتح المجال السمعي البصري وعيرها . و أضاف المصدر ان الوفد الجزائري الذي سيشارك في مناقشات التقرير غدا بالجامعة العربية سيركز على هذا الموضوع مشيرا إلى ان هناك تحضيرات مكثفة قد تمت في هذا المجال على مستوى كل القطاعات والوزارات المعنية ومن المقرر ان يتم جمع هذه التحيينات في ورقة يتقدم بها الوفد لرئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان لاضافتها للتقرير الاصلي. وتوقع المصدر ان يلقى التقرير رضا اللجنة العربية لحقوق الانسان باعتبار انه تقرير واقعي وشامل يستجيب على العموم لمعايير الميثاق العربي لحقوق الانسان الذي صادقت عليه الجزائر منذ 2006 مشيرا إلى ان تقييم اللجنة سيفيد الجزائر التي تسعى لتطوير منظومتها الحقوقية اكثر والاحتكاك بمختلف التجارب الاقليمية والدولية. ويذكر ان الوفد الجزائري المشارك في مناقشة تقرير حقوق الانسان يضم ممثلين عن وزارات الخارجية والعدل والداخلية وكذا الاتصال والتربية والاسرة اضافة إلى ممثلين عن اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الانسان وسيكون برئاسة مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية نذير العرباوي.