أعرب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي يوم الأربعاء عن خشيته الكبيرة من اتساع رقعة الازمة السورية خارج حدود هذا البلد اذا لم يتم معالجتها ودعا إلى هدنة بمناسبة عيد الاضحى الامر الذي دعمته الجامعة العربية اليوم وحثت على الاستجابة اليه . وفي تصريحات ادلى بها من العاصمة اللبنانية بيروت التي يزورها قال الإبراهيمي انه لا بد من أن تدرك دول الجوار لسورية انه لا يمكن ان تبقى الازمة السورية داخل حدود سورية إلى الابد "فإما ان تعالج او تمتد وتأكل الاخضر واليابس" ودعا إلى تطبق هدنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك قد "تمهد لبناء خطة لوقف إطلاق نار أشمل ومن ثم بناء خطة سلام على أن يرافقها وقف توريد للسلاح إلى سوريا". وقال الإبراهيمي أن "الشعب السوري يدفن 100 إنسان يوميا وأنه ليس من المعيب طلب خفض عدد القتلى بمناسبة عيد الأضحى". وأوضح الإبراهيمي أنه "يتعامل مع المشكلة السورية "الصعبة" على أساس الأفكار المتعددة الموجودة خاصة ما تركه المبعوث السابق كوفي عنان من النقاط الست واتفاق جنيف وأنه يبحث مع جميع الاطراف للوصول إلى وقف نزيف الدم ثم بناء مشروع للسوريين لحل مشاكلهم". وأكد أن "الدول التي يزورها تتأثر بالوضع السوري وتؤثر فيه وأنه التقى المسؤولين اللبنانيين وسمع منهم مخاوفهم من الوضع في سوريا وأبلغهم عما سمعه في الدول الأخرى". وكان الإبراهيمي قد زار قبل لبنان كل السعودية في مستهل جولة ثانية له بالمنطقة قادته إلى كل من تركيا وإيران وبغداد والعراق ومصر على ان يزور الاردن اليوم في إطار جهوده لايجاد حل للازمة السورية وإنهاء كافة أعمال العنف التي تعيشها سوريا. وقد اعرب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم دعمه لنداء الإبراهيمي من أجل الاعلان عن هدنة بمناسبة عيد الاضحى ودعا جميع الدول والهيئات العربية والدولية المعنية إلى العمل معا من أجل فرض الالتزام بهذه الهدنة حقنا لدماء الشعب السوري ولإتاحة الفرصة لتوفير المساعدات الإنسانية والإغاثة للمتضررين في مختلف أنحاء سوريا . و كان نبيل العربي قد عقد مساء أمس جلسة محادثات مع الأخضر الإبراهيمي جرى فيها التداول في حصيلة ما توصلت إليه اتصالات ومشاورات الممثل المشترك في زياراته الأخيرة إلى كل من السعودية والعراق وتركيا وإيران. من جهتها دعت الصين اليوم الاطراف المعنية في سوريا إلى دعم جهود الوساطة التي يقوم بها الاخضرالإبراهيمي واعربت عن املها في ان تتخذ هذه الاطراف موقفا مسؤولا نحو البلاد وشعبها". وفي ردها على دعوة المبعوث الخاص المشترك إلى سوريا فيما يخص الهدنة قالت سوريا على لسان المتحدث باسم خارجيتها جهاد مقدسي إن دمشق على استعداد للتعامل بإيجابية مع أي مبادرة من شأنها إنهاء أعمال العنف في البلاد ولكنه شدد على ضرورة التزام المعارضة بمثل هذه المبادرات من أجل إنجاحها. واتهم مقدسي المعارضة بعدم الالتزام بخطط سابقة لوقف إطلاق النار قال إن "الحكومة التزمت بها". وتأتى جولة الإبراهيمي بالمنطقة ولقاءاته بمسؤولي البلدان التي يزرورها في إطار الجهود التى تبذلها الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية من أجل حل المشكلة السورية . و للاشارة فقد غادر المبعوث الدولي بيروت اليوم متجها إلى العاصمة الاردنية عمان . وعن وقع الازمة السورية على الاردن هذا البلد المجاور صرح رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأردن جواد العناني اليومأن الأحداث الجارية في هذا البلد كلفت بلاده نحو مليار دينار (حوإلى 1.4 مليار دولار). وقال العناني في كلمة ألقاها في افتتاح فعاليات قمة المجالس الإقتصادية والإجتماعية الأورومتوسطية والمؤسسات المماثلة التي بدأت أعمالها اليوم أن "تأثير تزايد أعداد اللاجئين السوريين لم يقتصر على زيادة الكلف على الدولة بل رافقه تعطل المصالح التجارية والنقل وذلك بسبب إغلاق الموانئ السورية أمام حركة البضائع وضعف القدرة على الإستيراد والتصدير". وكان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والإتصال سميح المعايطة أعلن أخيرا أن بلاده "باتت ضحية من ضحايا الأزمة السورية " . وتقول الحكومة الأردنية أن عدد اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها وصل إلى 213 ألفا.