أقيم مساء أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة حفل فني ساهر تحت عنوان "50 سنة .. 50 نغمة" احتفاء بالذكرى ال50 لبسط السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون وإحياء للذكرى ال58 لإندلاع الثورة التحريرية. ونشط الحفل الذي نظمته المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف أسماء فنية شابة أدت 50 نغمة من أروع ما غنت حناجر الفنانين الجزائريين منذ الإستقلال. وأمام جمهور متكون في أغلبه من العائلات بينهم إعلاميون وفنانون يتقدمهم الحاج رابح درياسة والفنانة سلوى أبدع هؤلاء الشباب رفقة أوركسترا من 50 موسيقيا تحت قيادة الموسيقار فريد عوامر في إستحضار أجمل أغاني الريبرتوار الغني والمتنوع للتراث الموسيقي الجزائري بما فيها الأغاني الثورية والدينية التي طبعت الموسيقى الجزائرية منذ الإستقلال. واستهل الحفل بتكريم لأميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية حيث أحسنت المطربة فلة عبابسة في إعادة أداء وردة المتميز في أوبيرات "نداء الضمير" التي تغنت فيها بجزائرالحرية. وعلى مدار3 ساعات استمتع الحضور بأغاني من مختلف الطبوع بدء بالأغنية الشاوية التي استحضرت من خلالها قامة فنية كبيرة هي عيسى الجرموني وأيضا القبائلية ورائعة إيدير"أفافا إينوفا" وأغاني لونيس آيت منقلات وتاكفاريناس. وانتقل بعدها الحضور إلى الطابع الوهراني وأغاني أحمد وهبي والشاب حسني والفنان العالمي خالد ليعود الحضوربعدها إلى الفن الصحراوي وأغنية "قوماري" ثم "آمين آمين" التي ذكرت المستمعين بالراحل عثمان بالي والفن الترقي الجميل. ولم تغب أغاني رابح درياسة عن الحفل وخصوصا رائعته "نجمة قطبية" ليفسح المجال بعدها للأغنية السوفية إذ أمتع عبد الله المناعي الحضورب "بنيت العرجون". وكان الجمهور بالمناسبة على موعد أيضا مع النغم العاصمي إذ تجاوب المستمعون كثيرا مع وصلات "يا الرايح" لدحمان الحراشي و"يا المقنين الزين" لمحمد الباجي كما كان للمالوف القسنطيني نصيب من الاحتفالية من خلال أغنية "خرجوا تلاتة". وفرضت الأغنية الثورية نفسها في الحفل حيث ابدعت إحدى الفنانات في أداء رائعة "ثورة الأحرار" لصليحة الصغيرة كما حضرت الأغنية الدينية من خلال وصلة "يا كعبة يا بيت ربي ما احلاك" لعبد الرحمان عزيز. يذكر أنه في 28 أكتوبر 1962 تم استرجاع السيادة الوطنية على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون اللتين كانتا آنذاك مؤسسة واحدة حيث تم في هذا التاريخ إنزال العلم الفرنسي من مبنى المؤسسة من قبل أحد التقنيين الجزائريين العاملين فيها.