أسدلت، أمسية أول أمس، الفرقة الفناوية ''قعدة ديوان بشار''، الستار على فعاليات المهرجان الدولي لموسيقى الديوان الذي الذي نظم في إطار المهرجان الإفريقي الثاني، بمسرح الهواء الطلق لغابة الأقواس برياض الفتح· عاش جمهور المسرح الذي اكتظ عن آخره، لحظات صوفية روحانية، صنعتها الفرقة البشارية التي استطاعت أن تخلق جوا متميزا داخل غابة الأقواس، أبحر من خلاله الحضور رفقة أعضاء الفرقة الفناوية في عمق الصحراء الجزائرية الثرية بالتراث الأصيل، حيث مزجت فرقة ''قعدة ديوان بشار'' إيقاع وأنغام العود والدف العربيين مع الموسيقى الإفريقية بأنغام آلات القرقابو والفمبري، وكذا أنغام البلوز التي انبعثت عن آلات الفيتار والباتري، كما قامت الفرقة البشارية بإعادة إحياء تراث موسيقى ''أهل الغورارة'' التي تمارس في منطقة تيميمون بولاية أدرار، بطريقة رائعة ومحافظة في نفس الوقت، انسجمت مع اللحن الأصلي لأغاني أهل الليل التي تؤديها مجموعات تتكون ما بين 50 إلى 100 فرد يشكلون دائرة، ويقومون بالغناء والتصفيق في نفس الوقت، بالإضافة إلى الضرب على آلة تشبه القلال· وأدت فرقة ''قعدة ديوان بشار'' أجمل الأغاني التي يضمها رصيدها الغنائي في سهرة دامت قرابة الثلاث ساعات، حيث قدمت للجمهور أغاني ''سيدي غنيم جيت نزور''، ''يا الشيخ يا بن بوزيان'' ،''قوماري''، ''أمين أمين اللهم أمين''، ''يا لله يا نبينا''، ''سيدي حمودة''، ''ديب الغابة''، ''لالة ميمونة''، ''سبحان الله صيفنا ولا شتوا''، رددها الجمهور الحاضر من بداية نوطات الأغاني الأولى إلى آخرها· وشكل صدى الفمبري وقرع القرقابو في حفل سهرة الثلاثاء الماضي جسر ربط ما بين فرقة ''قعدة ديوان بشار'' والشباب الحاضر الذي بدا جد متحمس منذ اللحظات الأولى للحفل، وأطلق الحضور العنان لأجسامهم، مما جعل الأعضاء الستة لفرقة ''قعدة'' رفقة المغنية عيشة لبقع التي ترافق الفرقة البشارية في حفلاتها منذ مدة، يخرجون كل مهاراتهم في الغناء والعزف، ليعطي هذا صورة جد مؤثرة كان نجمها الجمهور والفرقة في نفس الوقت، ليختتم المهرجان الدولي لموسيقى الديوان في جو حميمي يضرب لعشاق الموسيقى الفناوية موعدا السنة المقبلة في الطبعة الرابعة·