شكلت أهم انجازات قطاع الغابات و مشاريعه الكبرى و آفاقه أهم المواضيع التي تناولها المدير العام للغابات محمد الصغير نوال في حديث لوأج بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشجرة الذي يصادف هذه السنة الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني. سؤال : ما هو تقييمكم للجهود التي بذلتها الجزائر خلال خمسين سنة من الاستقلال في مجال التشجير و حماية الغابات؟ جواب : بذلت الجزائر منذ الاستقلال جهودا معتبرة في مجال حماية الموارد الطبيعية و محاربة تدهور الأراضي حيث أولت أهمية قصوى لبرامج التشجير عبر كافة التراب الوطني. و قد تمثل الهدف المتوخى من المسعى المنتهج في مواجهة التدهور الكبير و المتعدد الذي تعرض إليه التراث الغابي منذ حرب التحرير الوطنية و إعادة التشجير تدريجيا من خلال إطلاق العديد من البرامج التي امتدت على عدة مراحل. و في هذا الصدد تجاوزت الحصيلة المادية للغرس 1.194.108 هكتار بالنسبة للفترة الممتدة من 1962 إلى 1999 ثم تلا المخطط الوطني للتشجير الذي أعطى منذ إطلاقه سنة 2000 حركية جديدة لبرامج الغراسة الأشجار وعزز جهود التشجير من خلال انجازات سنوية قدرت ب 50.000 هكتار. و خلال الفترة 2000- 2012 تم تشجير 610.000 . و يتجلى من خلال الحصيلات المتتالية في مجال الغراسة أنه تم بذل جهود معتبرة بهدف إعادة تشكيل التراث الغابي لمواجهة مختلف أشكال التحولات و التدهور العميق الذي أدى إلى تقليصه بشكل كبير. سؤال : هل أنتم راضون عن حصيلة حماية التراث الغابي و إعادة تشجير المناطق التي مستها الحرائق و محاربة التصحر؟ جواب : بحكم موقعه الجغرافي في الجنوب يبقى بلدنا تحت تأثير مناخ شبه جاف شمالا و صحراوي جنوبا. و قد زاد من حدة هذا التوجه ندرة المياه الذي بات شبه دائم و الجفاف الدوري الذي يمس جزء من الوطن مخلفا شتى أشكال التقلبات الجوية التي كان لها انعكاسات كبيرة على تراثنا الغابي في مجمله. و بالنظر إلى ذلك فإنه من البديهي أن تكون الجهود المبذولة في مجال إعادة التشجير في تطور مستمر لمواجهة الآثار المتعددة التي يتعرض لها التراث الغابي لا سيمت جراء الحرائق المتزايدة. و بالتالي لا ينبغي تجاهل انعكاسات تدهور الأنظمة البيئية الطبيعية لا سيما في المناطق شبه الجافة بفعل ظاهرتي التصحر و الجفاف اللتين تؤثران بشكل كبير على المساحات السهبية و شبه صحراوية. و يفرض ذلك المزيد من الجهود في مجال إعادة التشجير من أجل التمكن من ضمان التحكم في آثار التغيرات المناخية التي تبقى السبب الرئيسي في تفاقم شتى أشكال تدهور الغابات. سؤال : منذ سنة 2000 أطلقت المديرية العامة للغابات المخطط الوطني للتشجير الذي حددت أهدافه على مدى عشرين سنة. ما هي الوتيرة التي يعرفها انجاز هذا المخطط و ما هي التصحيحات و التغييرات التي أدخلت عليه لضمان نجاحه؟ جواب : منذ إطلاقه سنة 2000 سمح المخطط بغرس أزيد من 600.000 هكتار بمعدل سنوي انتقل من 40.000 هكتار خلال الست سنوات الأولى من المخطط الوطني للتشجير إلى 50.000 هكتار حاليا. و تشهد وتيرة انجاز هذا المخطط تطورا مستمرا بفضل تفعيل سياسية التشجير التي تدعو إلى عصرنة وحدات إنتاج المشاتل و كذا إنشاء أداة انجاز جديدة متمثلة في المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية التي تكمن مهمتها الأساسية في دفع وتيرة الانجاز. و تسعى المديرية العامة للغابات إلى بلوغ 70.000 هكتار في السنة و ذلك بشكل تدريجي بالموازاة مع انتشار المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية عبر التراب الوطني. منذ تبني سياسة التجديد الريفي عرف هذا المخطط تغييرات ذات طابع استراتيجي حيث أصبح خلال الفترة 2009-2014 أداة تنفيذ سياسة التجديد الريفي التي ترمي إلى ترقية تنمية اقتصادية للبلد تشرك مجموع المتدخلين عبر التراب الوطني. و من جهة أخرى شهدت وسائل التخطيط تحسنا معتبرا لاسيما من خلال استعمال التصوير الفضائي للمسح عن طريق الأقمار الصناعية و إعداد خريطة للمناطق الأكثر عرضة للتصحر حسب كل منطقة و اللجوء إلى أداة الكشف عن بعد.