أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، محمد بن مرادي، مساء يوم الاثنين بالجزائر العاصمة على ضرورة تدعيم الصناعة التقليدية باعتبارها تنفرد بخصوصية تميزها عن باقي القطاعات الاخرى في ابراز التراث ودعم الاقتصاد الوطني. وأوضح الوزير في كلمة ألقاها في حفل توزيع جوائز شرفية على عدد من الحرفيين الفائزين بالجائزة الوطنية للصناعة التقليدية بحضور عدد من أعضاء الحكومة أن "الصناعة التقليدية تشكل عنصرا هاما في ابراز التراث الوطني المتعدد الاوجه والاشكال". وأضاف السيد بن مرادي في هذا السياق، أن هذه الصناعة تعبر أيضا عن "هوية شعب وثقافة أمة وتعتبر أيضا نشاطا اقتصاديا هاما يساهم في المجهود الوطني للتنمية خاصة على المستوى المحلي". وألح من جهة أخرى على ضرورة الحفاظ على "هذا التراث التقليدي وترقيته وتثمينه وتوريثه للاجيال الصاعدة المتعاقبة لاسيما الشباب بدعم التكوين والتأهيل في مختلف التخصصات". ويرى الوزير أن الحرص على تنظيم سنويا المسابقة الوطنية للصناعة التقليدية يرمي الى "تشجيع روح المنافسة بين مختلف حرفيي الصناعة التقليدية والفنية واكتشاف المواهب وتحفيزها على الابداع والاتقان وتحسين النوعية مما يؤهل المنتوج الى الارتقاء الى معايير الجودة والتافسية التي تفرضها المعطيات الاقتصادية المحلية والدولية". وذكر في هذا الشأن، بكل التدابير التي اتخذتها الحكومة لمواجهة التحديات من خلال تركيزها على الجانب الترقوي والترويجي لمنتوجات الصناعة التقليدية من خلال احداث وتنظيم المسابقة الوطنية للصناعة التقليدية والفنية سنويا والرفع من التدريجي لقيمتها المالية اضافة الى المساهمة المالية للدولة في الصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعة التقليدية". وقد سمح ذلك -يضيف ممثل الحكومة - ببرمجة ازيد من 70 تظاهرة ترقوية خلال هذه السنة والتي تمثلت في صالونات متخصصة واعياد ومعارض محلية وصالونات ومعارض بالخارج كان آخرها مشاركة مجموعة من الحرفيين في اسبوع الصناعة التقليدية الجزائرية ببولونيا ومعرض "ماساف" بايطاليا في سبتمبر الماضي. ذكر بكل العمليات التي انجزها قطاع الصناعة التقليدية لتمكين الحرفيين من دخول الفضاء الاقتصادي باكثر قدرة انتاجية واحسن نوعية من خلال جملة الاجراءات المتخذة. وتمثلت هذه التدابير يضيف الوزير في "تبني وتوسيع سياسية المرافقة الاقتصادية ونقل الخبرة والمهارة وتنظيم دورات تكوينية عديدة ومستمرة في مجال معالجة المادة الاولية وتقنيات الانتاج والتصميم والتسويق في اطار الشراكة والتعاون مع المكتب الدولي للشغل والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدةالامريكية . وقال ان هذه الخطوات ستكلل قريبا بانطلاق مشاريع انجاز مركز للامتياز في الخزف الفني بولاية تيبازة ومركز تقني متخصص في الحلي التقليدية بباتنة والاستفادة ايضا من الخبرة البرازيلية في صقل الحجار نصف الكريمة بولاية تامنراست لصالح الحرفيين. كما سيتم انشاء فضاءات انتاج وعرض لبيع المتوجات التقليدية ومراكز لدمغ الزرابي. وتطرق الوزير الى الاستراتيجية العشرية 2010 - 2020 التي ترمي الى مواصلة الحفاظ على ديناميكية نمو قطاع الصناعة التقليدية والرفع من وتيرة الانتاج وتأهيل الحرفيين وتكوين الاطارات البشرية وتوفير التمويل المناسب.