الجزائر - كثفت السلطة الفلسطينية مساعيها لحشد المزيد من الدعم الدولي لطلب الحصول على عضوية لدى الأممالمتحدة قبل انقضاء الموعد المحدد ب 20 سبتمبر المقبل ضاربة عرض الحائط تهديدات إسرائيل التي لازالت تصعد من وتيرة البناءات الاستيطانية ما أثار قلقا دوليا. وفي إطار مساعيه المتواصلة للحصول على دعم طلب العضوية لفلسطين لدى الأممالمتحدة بعد افتكاك موافقة نحو 130 دولة حتى الآن لهذا التحرك توجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الاثنين إلى البوسنة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام أجرى خلالها مباحثات مع أعضاء الرئاسة البوسنية المشتركة الثلاثة زليلكو كومسيتيتش وبكر عزت بيغوفيتش ونبويسا رادمانوفيتش حول عملية السلام المتعثرة بسبب مواصلة الاحتلال للبناءات الاستيطانية مع التركيز على دعم المطلب الفلسطيني للتوجه الى الاممالمتحدة. و عقب إجتماته مع المسؤولين في البوسنة أعرب الرئيس عباس عن "رضاه" عن الاجتماعات وقال "نتوقع الحصول على كامل الدعم من السلطات البوسنية كما قالوا لنا ونحن نصدقهم". ومن جهته أكد نبويسا رادمانوفيتش زعيم صرب البوسنة أن موقف البوسنة والهرسك ينبغي أن يكون على أساس إجماع مجلس الرئاسة المشترك. ودعا رادمانوفيتش ايضا الاتحاد الأوروبي الى التوصل الى موقف مشترك حول وضع فلسطين لإبلاغ السياسيين فى البوسنة والهرسك. وفي إطار ذات المساعي أعلنت جامعة الدول العربية أنها قررت عقد إجتماع وزاري عاجل للجنة مبادرة السلام العربية بالدوحة في 23 من الشهر الجاري برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى " رئيس اللجنة " وبحضور الرئيس محمود عباس وذلك لبحث الترتيبات النهائية بشأن التوجه للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربية في تصريح له اليوم " إن الاجتماع جاء بناء على طلب فلسطين وتقرر هذا الموعد بعد مشاورات أجرتها الامانة العامة للجامعة العربية مع رئاسة اللجنة دولة قطر". وأوضح أن الإجتماع سيناقش تطورات القضية الفلسطينية من كافة أبعادها إلى جانب بحث الترتيبات الخاصة بالذهاب بالقضية الفلسطينية إلى الاممالمتحدة للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية خاصة بعد أن أعد الجانب العربي الملفات القانونية والاجرائية لهذا الغرض إلى جانب المشاورات والاتصالات العربية المكثفة مع عواصم العالم للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطين. وتمكنت السلطة الفلسطينية من الظفر بتأييد عربي واسع وهو الامر الذي أكدته حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية رئيسة دائرة الثقافة والإعلام بمنظمة التحرير الفلسطينية التي قالت أن "كل الدول العربية أيدت الحق الفلسطيني في التوجه إلى الأممالمتحدة وأنه لا يوجد استثناء عربي". وأضافت عشراوي "أن هناك تحركا عربيا إسلاميا متزايدا لدعم القضية الفلسطينية وهو ما يعطينا أملا وزخما كبيرا فضلا عن ثورات الربيع العربي التي نأمل منها الكثير" معربة عن تمنياتها في أن يكون التحرك العربي "له مفعوله وأن يواجه الضغط الأمريكي". وبينما تحشد السلطة الفلسطينية الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية ردا على توقف المحادثات مع السلطات الاسرائيلية منذ أكتوبر الماضي بعد إطلاقها بأربعة أسابيع برعاية أمريكية بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني يرد الاحتلال من جهته على هذه المساعي بالتمسك بتصعيد وتيرة البناءات الاستيطانية في كل من الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. وبعد اعلان الاحتلال عن مشروع بناء 4300 وحدة استيطانية جديدة في القدسالمحتلة الاسبوع المنصرم جاءت مصادقة السلطات الاسرائيلية على مشروع تشييد 277 في مستوطنة "أرئيل" جنوب غرب مدينة نابلس بالضفة الغربية ك"صدمة حقيقية" للمجتمع الدولي الذي يبذل من جهته ما بوسعه من أجل استئناف مفاوضات السلام. واثارت هذه المشاريع إدانة فلسطينية من قبل السلطة الفلسطينية وإعتبرتها "محاولة تستهدف تدمير ما تبقى من أي جهد لإحياء عملية السلام". وقال أبوردينة "هذه الممارسات تشكل سببا قويا يدعونا للذهاب إلى الأممالمتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين ووقف هذه الإجراءات الإسرائيلية". وردا على السياسية الاستيطانية الجديدة أعربت واشنطن التي تعارض التوجه الفلسطيني الى الاممالمتحدة عن "قلقها الكبير" من هذا القرار وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند "لقد أبلغنا بمعلومات حول الموافقة على بناء وحدات سكنية في الضفة الغربية. نرى أن ذلك مقلق جدا". وقالت نولاند "أن هذا النوع من الاعمال يأتي بنتيجة عكسية على صعيد إستئناف المفاوضات المباشرة". وبالاضافة الى البناءات الاستيطانية ذهبت إسرائيل لاستخدام التهديد المباشر كوسيلة للضغط على الجانب الفلسطيني من أجل تقويض جهود التوجه الى الاممالمتحدة وذلك بعد الاعلان عن عقوبات أمريكية اقتصادية كبيرة على السلطة الفلسطينية في حال التمسك بهذا المطلب. وقد رفضت القيادة الفلسطينية هذا التهديد وقالت على لسان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "إن إسرائيل تصور التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة على أنه عدوان يستهدفها رغم أنه في حقيقة الأمر يستهدف وقف مسلسل الجرائم الإسرائيلية".