كشف نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن الأمريكيين أبلغوا الفلسطينيين أنه في حال التصويت لصالح حصول فلسطين على وضع دولة غير عضو المتحدة فإن الكونغرس الأمريكي قد يمتنع عن دفع حصة واشنطن في المنظمة الأممية والتي تبلغ نحو 22 بالمائة وهو مايخشاه الأوروبيون لأنهم سوف يضطرون لتحمل هذه المبالغ. وقال العربي في كلمة ألقاها اليوم في افتتاح الدورة ال45 لمركز الدراسات الفلسطينيةبالقاهرة إن الاتحاد الأوروبي منقسم بشأن الطلب الفلسطيني للحصول على صفة دولة غير عضو موضحا وفقا لتقدير للإتحاد الأوروبي فإن المجموعة الأوروبية سوف تنقسم إلى ثلاث فئات البعض سوف يؤيد البعض يمتنع البعض سوف يعارض. ورأى العربي أنه هناك تراجعا في الموقف الأوروبي مقارنة بالعام الماضي معربا عن اعتقاده ان الموقف الأوروبي العام الماضي كان سيمنح الفلسطينيين نحو 23 صوتا في الأممالمتحدة ورفض دولتين أما الآن فالموقف مختلف. وأوضح أن الدول الاسكندفانية السويد والنرويج و فنلندا تؤيد المطلب الفلسطيني وتحاول إقناع دول البلقان مثل سلوفينيا ودول جنوب البحر المتوسط مثل مالطا وقبرص أما مواقف إيطاليا وأسبانيا والبرتغال فغير محسومة أما فرنسا فقد تأخذ موقفا إيجابيا وهذا أمر عظيم. واستدرك العربي قائلا: لا أرى كل ذلك مبررا لعدم التقدم بطلب دولة غير عضو ففلسطين تستحق أكثر من ذلك وهذا الوضع يوقف المبررات الإسرائيلية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لأنها سوف تصبح دولة ويمكن أن تتقدم للمحكمة الجنائية الدولية عن طريق مواطنيها كما يمكن أن تتقدم للمنظمات الدولية لتحصل على عضوية كاملة بها. و "لكن يجب أن نعترف بأن هذا القرار لن يغير شيئا على الأرض". وأكد أن القرار سوف يؤيدي إلى ترسيخ الحق الفلسطيني في ظل العدالة المفقودة والمعايير المزدوجة مشيرا إلى أنه نموذج لهذه المعايير المزدوجة رسالة أرسلتها الولاياتالمتحدة إلى عدد كبير من الدول تقول أن هذا الطلب سوف يؤدي إلى إنهاء موضوع المفاوضات وأنها لن تتمكن من التقدم بمبادرات بعد ذلك مشيرا إلى أن حجج الدول الكبرى "تكون مؤثرة". وقال العربي إن الاتحاد الأوروبي هو "معيار الحرارة" في العلاقات الدولية حيث أن كثير من الدول التي ليس لها علاقة مباشرة بنزاع من النزاعات كلهم يسترشدوا بمواقف الاتحاد الأوروبي . وأشار إلى أن حركة عدم الإنحياز كانت تقوم بهذا الدور منذ 40 عاما إذ كان لديها مركز مرتفع أخلاقيا كحركة وأي قرار حساس كل الدول كانت تطمئن تؤيده زعامات هذه الحركة له والاتحاد الأووربي يلعب هذا الدور الآن لافتا إلى أنه "في حال إتخاذ الاتحاد الأوروبي موقفا موحدا فإنه سوف يكون الامتناع". وقال إن مجلس الأمن في السنوات الأخيرة يدير النزاعات ولا يحلها والقضية الفلسطينية مثال لذلك مشيرا إلى أن إتفاق أوسلو كان المفروض أن ينفذ بعد خمس سنوات من إبرامه ويجب أن يجتمع مجلس الأمن ويناقش أسباب عدم التنفيذ. واتهم العربي مجلس الأمن بأنه يبتعد تدريجيا عن قضايا كثيرة ويأخذ دور المتفرج ضاربا عرض الحائط بكثير من القرارات التي أصدرها هو نفسه من قبل.