حقق الفلسطينيون، الاثنين، في باريس، انتصارا دبلوماسيا كبيرا بحصولهم على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) التي تعد من أبرز الوكالات الأممية. وسارعت الولاياتالمتحدة إلى إعلان توقفها عن تمويل اليونيسكو، بينما نددت إسرائيل ب”مناورة فلسطينية أحادية الجانب لن تجلب أي تغيير على أرض الواقع بل من شأنها أن تبعد أي احتمال للتوصل إلى اتفاق سلام”. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، للصحافيين: “كان مقررا أن نسدد ستين مليون دولار لليونيسكو في نوفمبر لكننا لن نسدد هذا المبلغ”. وقررت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة، الاثنين، في باريس، قبول العضوية الكاملة لفلسطين بغالبية 107 أصوات مقابل رفض 14 عضوا وامتناع 52. وكان البيت الأبيض اعتبر في وقت سابق الاثنين أن هذا التصويت “سابق لأوانه” و”يأتي بنتائج عكسية” من شأنها أن تقوض فرص استئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. واليونسكو هي أول منظمة تابعة للأمم المتحدة يسعى الفلسطينيون للحصول على عضوية كاملة بها منذ أن تقدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بطلب للحصول على عضوية كاملة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر. ودوت هتافات ضخمة في الجمعية العامة لليونسكو بعد التصويت الذي يمثل انتصارا رمزيا للفلسطينيين في الدبلوماسية المعقدة التي تحيط بوضعهم وعلاقتهم مع القوى الأجنبية. وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن ما وصفه بالانتصار في اليونسكو ما هو إلا بداية طريق صعب لكنه سيؤدي إلى تحرير الأرض والشعب الفلسطيني من الاحتلال. وأضاف أن للفلسطينيين الحق في أن يكون لهم مكان على الخريطة. ووصفت إسرائيل التصويت بأنه “مأساة” وقالت إن القرار أضر بعلاقات اليونسكو بالولاياتالمتحدة وهي حليف لإسرائيل يقدم 22 في المئة من تمويل الوكالة أو نحو 70 مليون دولار. ويشترط تشريع قطع الولاياتالمتحدة التمويل عن أي وكالة بالأممالمتحدة تقبل فلسطين عضوا بها. وقال البيت الأبيض إن التصويت “سابق لأوانه” ولن يساعد السلام. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة أن اليونسكو سيلحق بها ضرر. وقالت السفيرة سوزان رايس “التصويت لمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في اليونسكو ليس بديلا عن المفاوضات المباشرة لكنه يضر بشدة باليونسكو”.وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، التي سبق أن ناشدت واشنطن عدم سحب دعمها أن التمويل ربما يكون في خطر. وأضافت متحدثة للمندوبين “أعتقد أنها مسؤوليتنا جميعا أن نضمن إلا تتعرض اليونسكو لمعاناة لا مبرر لها.. نحن بحاجة للمشاركة الكاملة لكل عضو في هذه المنظمة”.وحصل الفلسطينيون على دعم من ثلثي أعضاء اليونسكو لتصبح فلسطين العضو رقم 195. ومن بين 173 دولة أدلت بأصواتها ايدت 107 منح العضوية الكاملة للفلسطينيين مقابل معارضة 14 وامتناع 52 بينما غابت 12 دولة. والاتحاد الأوروبي انقسم حيال الأمر، إذ صوتت إحدى عشرة دولة مع، فيما امتنعت إحدى عشرة دولة أخرى عن التصويت بينها بريطانيا وإيطاليا وخمس دول صوتت ضد ضمنها الولاياتالمتحدة وألمانيا وكندا. وستتيح العضوية للفلسطينيين تقديم طلبات اعتراف في مركز التراث العالمي وبعضها لمواقع في الأراضي التي تحتلها إسرائيل. ولدى رام الله حوالي عشرون ملفا لتقديمها يتعلق أولها بكنيسة المهد في بيت لحم. ورغم الضغوط يرفض الفلسطينيون حتى الآن التراجع عن طلب الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم في الأممالمتحدة، وهو طلب أجلوه مرارا منذ العام 1989.