أكّد الأمين العام لجامعة العربية، نبيل العربي، أنّ الإدارة الأمريكية أبلغت الفلسطينيين أن الكونغرس الأمريكي قد يمتنع عن دفع حصة واشنطن في المنظمة الدولية، والتي تبلغ نسبتها نحو 22 بالمائة حال التصويت على حصول فلسطين على وضع دولة غير عضو في الأممالمتحدة، الأمر الذي يخشاه الأوروبيون، لأنهم سيضطرون لتحمل هذه المبالغ. قال العربي في كلمة ألقاها صبيحة أمس، خلال افتتاح الدورة ال45 لمركز الدراسات الفلسطينية، إنه وفقًا لتقدير الاتحاد الأوروبي، فإن المجموعة الأوروبية سوف تنقسم إلى ثلاث فئات بشأن الطلب الفلسطيني للحصول على صفة دولة غير عضو، منهم المؤيدون والمعارضون والممتنعون عن التصويت لصالح فلسطين. ورأى العربي أن هناك تراجعًا في الموقف الأوروبي، موضحًا أن الدول الاسكندفانية تؤيد المطلب الفلسطيني وتحاول إقناع دول البلقان ودول جنوب البحر المتوسط مثل مالطا وقبرص، مضيفًا أن مواقف إيطاليا وإسبانيا والبرتغال غير محسومة وأن فرنسا قد تأخذ موقفًا إيجابيا. وأشار الأمين العام إلى أن وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني، طلب منه عدم الإسراع بتقديم الطلب للجمعية العامة، وإعطاء فرصة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولكن العربي أبلغه بأن الأمر طال لسنوات، وعلقَ العربي على ذلك بالقول إنه لا يرى كل ذلك مُبررًا لعدم التقدم بطلب دولة غير عضو، ففلسطين تستحق أكثر من ذلك، وأن هذا الوضع يوقف المبررات الإسرائيلية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، لأنها سوف تصبح دولة، ويمكن أن تتقدم للمحكمة الجنائية الدولية عن طريق مواطنيها، كما يمكن أن تتقدم للمنظمات الدولية لتحصل على عضوية كاملة بها، معترفا بأن هذا القرار لن يغير شيئا على الأرض. وأضاف الأمين العام أن مجلس الأمن في السنوات الأخيرة يدير النزاعات ولا يحلها، وأن القضية الفلسطينية مثال لذلك، مشيرًا إلى أن اتفاق أوسلو كان المفروض أن ينفذ بعد خمس سنوات من إبرامه، واتهم العربي مجلس الأمن بأنه يبتعد تدريجيا عن قضايا كثيرة ويأخذ دور المتفرج ضاربا عرض الحائط بكثير من القرارات التي أصدرها هو نفسه من قبل. في سياق آخر، تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس قبالة مواقع عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مدن الضفة الغربية تحت اسم »مليونية الاستقلال وإنهاء الاحتلال«، وقد نظمت المظاهرات بمناسبة الذكرى ال24 لإعلان الاستقلال الفلسطيني التي تصادف اليوم غد وضمن فعاليات أسبوع الشباب الفلسطيني. وأفادت مصادر فلسطينية بأن مواجهات اندلعت في مواقع متفرقة من الضفة الغربية لدى وصول الاحتجاجات الفلسطينية إلى الحواجز والمواقع العسكرية وسط تعزيزات أمنية مكثفة للجيش الإسرائيلي. وأفادت مصادر صحفية عن شهود عيان إن قوات الجيش الاسرائيلي استهدفت مشاركين في عدة تظاهرات بإطلاق الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق واعتقال عدد آخر. وكان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أعلن وثيقة إعلان استقلال دولة فلسطين في 15 نوفمبر عام 1988 خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، وقد اعترفت أكثر من 100 دولة بهذا الاستقلال وتم نشر 70 سفيرا فلسطينيا في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال لكنه رغم ذلك لم يقد الفلسطينيين إلى قيام دولتهم المستقلة رغم توقيع اتفاق أوسلو للسلام الانتقالي مع إسرائيل.