تحتضن ساحة رياض الفتح بالجزائر منذ يوم السبت معرضا مخصصا للهندسة و تقنيات البناء التقليدية و العصرية بالطوب تحت عنوان "من طوب وطين". يدوم هذا المعرض الذي أنجزته المهندسة المعمارية ياسمين تركي في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية" و الذي أشرفت على تدشينه وزيرة الثقافة خليدة تومي الى غاية يوم 17 نوفمبر و يهدف الى التعريف بالبناءات المنجزة بالطين للتحسيس بأهمية هذا الإرث. و يدخل هذا المعرض في إطار الطبعة الأولى للمهرجان الدولي لترقية هذا النوع من البناءات الذي تحتضنة الجزائر من 18 الى 22 نوفمبر. و سيتسنى لزوار المعرض من أن يكتشفوا في رواق المعرض زخارف جدارية أنجزها عشرون فنانا من الجزائر و بوركينافاسو النيجر و فرنسا و البرتغال. كما يضم المعرض صورا مأخودة جوا عن القصور الجزائرية تبرز جمال الترا ث المعماري الجزائري من جهة كما أنها تعكس عبقرية البنائين الأوائل على غرار قصر القنادسة (بشار) و الشطمة (بسكرة) و أمنثان (باتنة) و الميهان و زلواز (إيليزي). و اكدت تومي ضرورة رد الاعتبار لهذه البناءات من خلال مثل هذه المبادرات من أجل إثارة الاهتمام بهذه البناءات التي تدل ديمومتها على متانتها. و فضلا عن كشفه لإمكانيات البناء بالتربة فإن هذا المعرض يبين أن هذه التقنيات ليس حكرا على الجزائر أو المغرب العربي و أن هناك نماذج قديمة موجودة في العالم (جنوب شرق آسيا و السويد و اسبانيا و المملكة المتحدة و بلدان عربية أخرى). وقد جهز فضاء للقراءة يضم ما لا يقل عن 300 مؤلف تتطرق لهذه البناءات كما سيتخلل التظاهرة عرض فيلمين وثائقيين عن هذا الموضوع للمخرج الفرنسي فرانسوا لوبايون و ستنظم جولة افتراضية في الواحة الحمراء "تيميمون" بفضل جهاز سكانير ثلاثي الأبعاد.