احيت الجزائر اليوم الأحد اليوم الإفريقي للإحصاء الذي يحتفل به هذه السنة تحت شعار ادراج "الجندر" في الأنظمة الإحصائية لكل بلد قصد التوصل إلى رؤية أوضح و أكثر تكاملا لأهداف التنمية. والموضوع الفرعي الذي اختير هذه السنة يبرز أهمية الإحصائيات المتعلقة بالجندر و الكفاح في صالح المساواة بين الجنسين و المسائل المتعلقة بترقية المرأة في جميع مسارات التنمية الاجتماعية و الاقتصادية. ويرمي هذا الموضوع أيضا إلى جعل المقررين السياسيين يلتزمون بإدراج الجندر في الأنظمة الإحصائية الوطنية سواء على مستوى المناهج أو المقاربات لجمع المعطيات أو في تحليل و استعمال هذه الإحصائيات. و تعترف الإحصائيات الخاصة بالجندر و توضح الاختلافات التي يمكن أن توجد بين الرجال و النساء و علاقات السلطة بين الجنسين و اللامساوات الناجمة عنه و الإعلام عن السياسات و البرامج الملائمة الواجب تطبيقها من اجل تقليص هذه اللامساواة، حسبما أوضح مختصون في الإحصائيات للديوان الوطني للإحصائيات. و تتطلب الإحصائيات تفكيرا حول وضعية النساء و الرجال في جميع قطاعات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية قصد إيجاد الحلول المناسبة. وفي إفريقيا تبقى هناك أشياء كثيرة يجب فعلها لجمع المعطيات حول المسائل المتعلقة بالجندر بما فيها جدول التوقيت أو التشغيل. ومن اجل مواجهة هذه الصعوبات تم سنة 2012 إطلاق برنامج إقليمي أطلق عليه اسم "البرنامج الإفريقي حول الإحصائيات الخاصة بالجندر" قصد تحسين الوفرة في الوقت السانح و إحصائيات محينة و مقارنة بالمستويات الوطنية و الاقليمية و الدولية في إفريقيا. ويمكن هذا البرنامج الذي بادرت به اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة من اجل إفريقيا و البنك الإفريقي للتنمية و مفوضية الاتحاد الإفريقي، حسب المبادرين به من تسهيل استعمال الموارد المتوفرة و الحصول على تحسنات "معتبرة و مستدامة" في مجال إحصائيات الجندر في القارة الإفريقية. ويرمي هذا البرنامج الذي يمتد على مدى 6 سنوات إلى ترقية برامج إحصائيات الجندر في الدول الأعضاء و المساهمة في الحصول على دعم موحد لمختلف الشركاء في تطبيق البرنامج و متابعته. كما يسعى إلى تنسيق الجهود على المستوى الإقليمي حتى يعمل المتدخلون في مجال الإحصائيات المتعلقة بالجندر بالتنسيق على تنفيذ برنامج عمل تشاوري في إفريقيا. ولتحقيق هذه الأهداف سيتم تطبيق برنامج عمل خماسي (2012-2016) تدريجيا لتحضير المجال للعمل على مستوى كل بلد. وقد تم تأسيس اليوم الإفريقي للإحصاء خلال الدورة ال25 المجموعة الاقتصادية الإفريقية و الدورة ال16 للوزراء الأفارقة للتخطيط و التنمية الاقتصادية المنعقدتين في ماي 1990 قصد نشر ثقافة الإحصاء في إفريقيا. ومنذ سنة 1993 تحتفل المعاهد الوطنية للإحصائيات الإفريقية بهذا اليوم تحت مختلف المواضيع تتعلق عادة بدور الإحصاء في التنمية في إفريقيا. وبشكل عام تعتبر مقاربة الجندر حسب تصور برنامج الأممالمتحدة للتنمية مشاركة الرجل و المرأة في التنمية الاجتماعية الاقتصادية.