أكّد المشاركون في الملتقى الدولي حول المرأة والتنمية في إفريقيا بالجزائر الذي أثار إشكالية البناء الاجتماعي للفوارق بين الرجال والنساء وانعكاسه على الواقع الاقتصادي والثقافي، وبالتالي البحث والتفكير المشترك لإيجاد أحسن الحلول الواجب تطبيقها قصد ترقية التنمية الاجتماعية المتجانسة، على ضرورة تقييم وضع استفادة المرأة من التعليم وإنتاج المعرفة بإفريقيا. وأوضحت السيدة أوديل ندومبي فاي، الأمينة التنفيذية للجمعية السينغالية للنساء الإفريقيات من أجل البحث والتنمية أنّه "يجب تقييم وضع استفادة المرأة من التعليم وإنتاج المعرفة في إفريقيا وإلقاء نظرة انتقادية حول العراقيل التي تعارض مشاركة كاملة للمرأة". وترى أنّه "يجب تشخيص البدائل الكفيلة بالاستجابة لتطلعات المرأة و متطلبات القارة في مجال التنمية"، وأشارت السيدة فاي إلى "الفوارق بين الجنسين في إفريقيا"، معتبرة أنّه لا زالت هناك "مقاومة" للمساواة بين الرجل والمرأة في العديد من البلدان الإفريقية بالرغم من العمل الذي حققته المنظمات النسوية بالقارة السمراء، وأضافت أنّه "إذا كان كبح تحسين الظروف المعيشية للمرأة يظهر بطريقة مختلفة من بلد إلى آخر فإنّ أسس هذه الفوارق هي واحدة في كل مكان" متأسّفة لرؤية الفقر واستمرار بعض القواعد والتقاليد "تعرقل التفتح الكامل للمرأة". ومن جهتها، تطرّقت المصرية شهيدة الباز مستشارة دولية في الاقتصاد والتنمية إلى تاريخ الحركة النسوية في بلدها و تفاعلها مع التحولات الاجتماعية الحالية، كما تحدّثت عن دور الدولة ومؤسّساتها في دعم أو عرقلة تشكيل حركات نسوية حقيقية وكذا انعكاس العولمة على تطور وضع المرأة في مصر. وأشار المختصّون كذلك إلى أنّ مساهمة المرأة الإفريقية ودورها في مسار التنمية يعدّ ضروريا، وكرّست البلدان الإفريقية سياسة المواساة بين الرجل والمرأة من خلال الأجهزة القضائية القارية وانضمام العديد من الدول الإفريقية إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلّقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز اتّجاه المرأة. كما صرح المختصون من جهة أخرى أن "الإهتمام بالحياة الجمعوية لدى النساء الإفريقيات أدّى إلى تطوير مجتمع عصري وديموقراطي"، وأضاف المختصون أن المنظمات غير الحكومية في إفريقيا سمحت للمرأة ب "اكتساب مهارات في مجال الدفاع عن حقوقها وتعزيز معارفها والحفاظ على انسجامها الاجتماعي وكذا الرفع من استقلالها والسماح لها باعتلاء مناصب مسؤولية". ويرمي هذا الملتقى الدولي الذي نظم تحت شعار "النساء الإفريقيات وتحدي التنمية" في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني 2009 إلى إيجاد "أفضل البدائل التي يجب تطبيقها لترقية تنمية اجتماعية منسجمة تشارك فيها المرأة و الرجل على حدّ سواء"، كما يهدف هذا اللقاء الذي دام يومين وحضرته شخصيات سياسية و كذا باحثين لا سيما في العلوم الإنسانية إلى تبادل التجارب حول الانجازات التي حقّقتها المرأة الإفريقية في مختلف المجالات. وتمّ التطرّق إلى مختلف المواضيع خلال هذا الملتقى منها "مقاربات الجندر بإفريقيا: النظرية والممارسات في الواقع" و"النساء ومؤسسات سياسية وحركات جمعوية" و"الاستفادة من الموارد الاقتصادية والتعليم وإنتاج المعرفة والموارد البشرية"، كما تمّ تنظيم أربع ورشات حول "المرأة والاقتصاد والمجتمع"، "المرأة والسياسة"، "المرأة والقانون" و"المرأة والثقافة".