دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه السابع مع احتدام الغارات الجوية التي استهدفت مناطق مدنية فيما تتواصل المساعي والنداءات الدولية و الإقليمية الداعية لوقف فوري للعدوان على القطاع الذي خلف منذ الأربعاء الماضي أزيد من 120 شهيد ومئات الجرحى جلهم من الأطفال والنساء. و اشتدت حدة القصف الجوى فجر يوم الثلاثاء مستهدفة البنك الوطني الإسلامي في قلب مدينة غزة بصاروخين مما أدى إلى تدميره تماما وتسبب ذلك بإصابة أربعة مواطنين في محيط المكان. كما قصفت طائرات الاحتلال مركز شرطة محافظة شمال غزة ما أدى إلى تدميره بالكامل وقصفت طائرة استطلاع أرض فضاء خلف مسجد الأنصار بمنطقة (الزوايدة) وسط قطاع غزة بصاروخين. وشن سلاح الجو غارتين على منزل عادل الحلاق -القيادي بكتائب القسام -الذارع المسلح لحركة حماس بمدينة غزة ما أدى إلى تدميره تماما. واستهدف الطيران الإسرائيلي بغارة جوية الطابق الأول والثاني من برج الأغا بخان يونس جنوب القطاع بالإضافة إلى موقع في محيط المسجد الكبير في نفس المدينة خانيونس. وقد بلغت حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة حتى اليوم 121 شهيدا ومئات الجرحى في حين لم تغادر الطائرات الإسرائيلية سماء قطاع غزة لحد الان. و تاتي هذه التطورات الميدانية فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية الاقليمية و الدولية من اجل احتواء الوضع المتفجر و التوصل الى وقف اطلاق النار. و ينتظر ان يتوجه اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى القدسالمحتلة سعيا لوقف الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة ليعود مرة أخرى الى القاهرة. وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع بان كي مون في القاهرة انه تحدث مع امين الاممي فيما يخص ضرورة تغيير مسار عملية السلام في الشرق الاوسط وآلياتها وأنه احاط مون علما بما صدر عن وزراء الخارجية العربية في اجتماعهم الطارئ السبت الماضي والذي طالب بضرورة "مراجعة" او "تغيير" آليات عملية السلام. و يرتقب ان تصل اليوم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى إلى إسرائيل و الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ومصر في محاولة لدفع الحكومة الإسرائيلية إلى الموافقة على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار على قطاع غزة. و ينتظر أن يجتمع نتنياهو اليوم بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يزور مصر حاليا لمناقشة الموضوع ذاته. وفي هذ الاطار انهى مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا معلنا عن احراز تقدم في تضييق هوة الخلاف بين طرفي النزاع والتوصل الى وقف اطلاق النار. و يتوقع أن يتبنى الاعضاء ال15 دون اي معارضة مسودة البيان الذي وزعته المغرب الممثل الوحيد للدول العربية فى المجلس يوم الخميس الماضى و الذي يدعو إلى وقف اطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية. وكثفت تركيا مباحثاتها مع مصر من اجل الوصول إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة حيث أكد وزير الخارجية التركي احمد وغلو موقف بلاده الداعم لفلسطين مؤكدا أن "مثل هذه الهجمات تهدد دول المنطقة ويجب على دول المنطقة أن لا يبقو صامتين تجاه الأحداث المأسوية". و يذكر ان وزير الخارجية التركي توجه اليوم إلى فلسطين لزيارة قطاع غزة بالاشتراك مع وفد وزاري عربي مكون من 11 وزير خارجية وذلك في إطار تقديم الدعم للفلسطينيين في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. ومن جانبها قالت اليابان على لسان وزير خارجتها كوئي تشيرو غينبا انها ستوفد مبعوثها الخاص للشرق الأوسط يوتاكا إيمورا للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار وذلك للمساهمة في جهود الوساطة الدولية. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة اليابانية أوسامو فوجيمورا إن بلاده "عاقدة العزم على تحقيق وقف مستدام لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن من أجل منع وقوع المزيد من العنف وسفك الدماء والخسائر في الأرواح في صفوف المدنيين بشكل خاص". وأعربت الصين أيضا عن قلقها" العميق" بشأن العمل العسكري واسع النطاق الذي تقوم به إسرائيل في قطاع غزة" مضيفة أنها تدين العنف الذي تسبب في قتل المدنيين الفلسطينيين. و من جانبها دعت منظمة التعاون الإسلامي مندوبي الدول الأعضاء بالمنظمة في مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف إلى عقد اجتماع طارىء لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والمسارعة بطلب عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان الدولي. وتأتي الدعوة بناءا على توجيهات أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام للمنظمة إلى مكتب منظمة التعاون الإسلامي في جنيف والمجموعة الإسلامية في مجلس حقوق الإنسان الدولي. كما طالبت المنظمة ب"المسارعة" في التقدم بطلب إرسال لجنة تقصي حقائق دولية إلى القطاع من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين الأبرياء في غزة . و في هذه الاثناء قررت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة ليلة امس تعليق شن عملية برية ضد قطاع غزة "مؤقتا".