يدخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه السابع على التوالي بعد أن خلف حتى أمس أكثر من 100 شهيد وحوالي 700 جريح وسط دعوات دولية "ملحة" وتحركات دبلوماسية لوقف حرب الإبادة ضد سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية. وذكرت تقارير إعلامية أن 23 فلسطينيا استشهدوا، أمس، في غارتين جويتين إسرائيليتين على سيارة مدنية ومزارعين فى كل من وسط وجنوبغزة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة بغزة، الدكتور أشرف القدرة إن الشهداء هم من المدنيين لترتفع بذلك حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى أكثر من 100 شهيد وقرابة 700 جريح. كما شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسة من الغارات على منطقة الأنفاق الحدودية جنوبغزة دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، علما أن أغلب الأنفاق توقفت عن العمل منذ بدء العدوان على القطاع الأربعاء الماضي مما أدى إلى نقص السلع بشكل حاد. وتأتي الغارات الإسرائيلية على غزة في إطار عملية "عامود السحاب" العسكرية التي أطلقتها اسرائيل الأربعاء الماضي على القطاع والتي كانت بدايتها اغتيال قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحمد الجعبري. واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بشكل غير مسبوق في غاراته المكثفة مدنيين عزل ومنازل سكنية بشكل عشوائي بينما ادعت سلطات الاحتلال بأنها تعود لنشطاء في "حماس ومنظمات مسلحة أخرى"، علما أن زوارق حربية شاركت في عملية (عمود السحاب). كما استهدفت الغارات مواقع تابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" وامتدت الهجمات الدامية أول أمس إلى مقرات مؤسسة إعلامية في غزة خلفت إصابات فى صفوف صحفيين محليين بعدما قصفت طائرات حربية برجين يوجد فيهما عدد كبير من مقرات قنوات محلية وعربية وأخرى بريطانية وأمريكية أصيبت بأضرار مادية كبيرة. وأمام "حرب الإبادة" التي تشنها إسرائيل ضد السكان العزل لقطاع غزة تواصلت نداءات المجتمع الدولي وتحركاته الهادفة إلى وقف إطلاق النار ومحاسبة دولة الاحتلال على عدوانها اللاإنساني. في السياق، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بقوة" على وقف العنف القائم في غزة ودعا إسرائيل وحركة "حماس" إلى "التعاون مع جميع الجهود للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار" قائلا إن "أي تصعيد سيعمل حتما على تفاقم معاناة المدنيين المتأثرين". وتدخلت فرنسا عبر وزير خارجيتها لوران فابيوس، الذي دعا بدوره إلى وقف العنف في قطاع غزة إذ قال في مؤتمر صحفي عقب لقائه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن "فرنسا تعمل الآن لوقف إطلاق النار وأنه تحدث مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال لقائه في تل أبيب أمس وكذلك مع وزير الجيش إيهود باراك"، مشيرا إلى أن "فرنسا كقوة فاعلة من أجل السلام دائما تريد أن تعمل من أجل وقف التصعيد والعمل على التوصل إلى حل فوري". وفي إطار المساعي الدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي في غزة، التقى الرئيس المصري محمد مرسي الأحد الماضي بالقاهرة وفدا من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ووفدا آخر من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام للحركة الدكتور رمضان عبد الله شلح للاستماع إلى موقف الحركتين من الأحداث فى غزة. وقال بيان للرئاسة المصرية إن اللقاء "يأتي في إطار المساعي المصرية لوقف العدوان والقصف الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة". من جهته، اقترح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف على نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون عقد لقاء وزاري للجنة الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط لبحث التطورات الأخيرة في قطاع غزة. ودخلت تركيا -من جهتها- في اتصالات بهدف تحقيق التهدئة في غزة عبر لقاءات أجراها وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو الأحد الماضي في القاهرة مع خالد مشعل ومع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم. كما أجرى رئيس الدبلوماسية التركي اتصالا هاتفيا مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون تناول خلاله الوضع المتأزم في قطاع غزة جراء الاعتداء والحصار الإسرائيلي. وينتظر أن يتوجه الخارجية التركي غدا إلى غزة في إطار المساعي الهادفة إلى تحقيق التهدئة في القطاع.