دعت كاتبة الدولة لدى وزير التهيئة العمرانية والبيئة و المدينة مكلفة بالبيئة دليلة بوجمعة يوم الثلاثاء بسطيف إلى ضرورة إشراك كل مواطن في عملية فرز النفايات المنزلية لإعادة رسكلتها حفاظا على المحيط و تطويرا للاقتصاد الوطني. وأوضحت بوجمعة خلال زيارة عمل و تفقد لعدد من مشاريع القطاع الجاري إنجازها عبر عدد من بلديات الولاية بأن تثمين استغلال النفايات المنزلية التي يتم تحويلها إلى ألياف البوليستير المستعملة في صناعة النسيج "أصبح اليوم يشكل ضرورة أكثر من ملحة لما لها من بعد اقتصادي". وأضافت كاتبة الدولة المكلفة بالبيئة بأن ولاية سطيف تعد من بين الولايات الرائدة في مجال نظافة المحيط و قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال معربة عن تفاؤلها بالمرحلة النوعية التي وصلت إليها هذه الولاية في مجال الفرز الانتقائي للنفايات الهامدة. واعتبرت في نفس السياق أن تجربة هذه الولاية "النموذجية" في هذا المجال حفاظا على الإطار المعيشي للمواطن يجب أن تعمم على باقي ولايات الوطن . وحسب بوجمعة فإن هذه العملية تندرج في إطار سياسة الدولة وضمن مخطط شامل لتسيير النفايات المنزلية الذي يؤكد عليه برنامج رئيس الجمهورية بغرض إزالة ممارسات المفارغ العشوائية و تنظيم و جمع و إزالة هذه النفايات في ظروف تضمن سلامة البيئة و المحافظة على نظافة المحيط. و قد تم الشروع في تجسيد هذا المخطط -حسب ما أشارت إليه بوجمعة- في السنوات الأخيرة من خلال إنجاز 100 مركز تقني لردم النفايات منها 60 مركزا في طور الاستغلال فيما يتواجد 40 مركزا آخر في طور الإنجاز عبر عدد من ولايات الوطن. وأضافت بأن مواصلة هذا البرنامج هو بمثابة الفرصة لتحسين الإطار المعيشي للمواطن ودعم للخدمة العمومية الجوارية من جهة و ضمان لتسوية المشاكل البيئية و خلق مناصب شغل من جهة أخرى. وأكدت كاتبة الدولة في نفس السياق على ضرورة تشجيع التحسيس و التوعية في أوساط المواطنين بالأهمية التي تشكلها عملية فرز النفايات المنزلية و هيكلة فروع المنتجات القابلة للتثمين ضمانا لنجاح تطبيق هذا البرنامج. كما دعت من جهة أخرى إلى تشجيع إنشاء مؤسسات مصغرة و تحفيز الشباب المستفيدين ضمن مختلف أجهزة دعم التشغيل على الاستثمار في هذا المجال. وكانت كاتبة الدولة مكلفة بالبيئة قد استهلت زيارتها بمعاينة ورشة إنجاز مفرغة النفايات الهامدة بمنطقة الدمامغة (غرب سطيف) التي من المنتظر استلامها "قبل نهاية السنة الحالية" حيث تلقت عرضا مفصلا حول قطاع البيئة بالولاية. كما تفقدت موقع مفرغة النفايات الصلبة بمنطقة شوف لكداد (غرب سطيف) التي تستقبل يوميا ما بين 60 و80 طنا من النفايات و مفرغة عمومية جديدة ببلدية معاوية (شمال شرق سطيف). و بمنطقة سيدي حيدر (شرق سطيف) عاينت نفس المسؤولة المركز الولائي لما بين البلديات للردم التقني الذي يستقبل يوميا 320 طنا من النفايات الخاصة بكل لبلديات كل من سطيف و بني فودة و عين آرنات و الأوريسيا . و بعين المكان تفقدت مركز الفرز حيث أكدت على ضرورة استعمال آخر التكنولوجيات لربح الوقت و الجهد و رسكلة أكبر قدر ممكن من النفايات المنزلية خاصة ما تعلق منها بالبلاستيك قبل أن تشرف على جلسة عمل مع اللجان المحلية المكلفة بعملية تحسين الإطار المعيشي للمواطن بمقر الولاية.