أثار ملف البيئة نقاشا حادا وساخنا بين المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي والمسؤولين بفالمة الذين وصفوه بالمبالغ فيه، حيث تم تدعيمه بعرض شريط يبرز بؤر الأوساخ، والأبقار داخل المحيط العمراني، كما كان طلب المنتخبين بالعمل على تحويل محطة التزفيت الكائنة بالقرب من حي الإخوة رحابي إلى مكان آخر بعيدا عن التجمعات السكنية لكونها ألحقت أضرارا بالغة بالسكان المجاورين لها، جراء الغازات السامة والغبار، ما أدى إلى ظهور أمراض تنفسية مزمنة، وهو الأمر الذي فنده مسؤول الصحة بالولاية، مما جعل المنتخبين يطلبون من الوالي مهلة 15 يوما، لايفاده بالدلائل والقرائن. هذه الوضعية أفرزت أزيد من 58 مفرغة عشوائية عبر 34 بلدية، ناهيك عن النفايات الخاصة بالصحة والنفايات الهامدة بحكم الأشغال الجارية في ميدان الهياكل القاعدية والبناء والتعمير والترميمات، وفي غياب الرقابة تترك هذه الورشات فضلات من أتربة وحجارة وحديد بجانب المنازل والطرقات، هي عوامل شوهت المناظر الطبيعية، رغم أن القانون رقم 01-198 المؤرخ في 2001/12/12 والمتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها ينص على جمع النفايات الهامدة وفرزها ونقلها وتفريغها على عاتق منتجيها، إذ يجب على البلديات أن تبادر في اطار مخططاتها التنموية والتهيئة أن تتخذ كل الاجراءات لحماية ومراقبة ذلك، والبيئة حسب العارفين بخباياها، لا تقتصر على النفايات المنزلية والصلبة والهامدة، وتلوث المياه السطحية والجوفية، والتلوث الصناعي، ومراكز التزفيت، والمحاجر، فهناك مساحات خضراء وأنواع من الطيور التي بدأت تنقرض. وقد أوصى المسؤولون بتفعيل برنامج استعجالي للقضاء على المفارغ العشوائية، وانجاز مفارغ مراقبة، والتفكير في اقامة مفارغ عمومية مشتركة بين البلديات، وعلى مديرية البيئة الاسراع في فتح المركز التقني لردم النفايات المتواجد بمنطقة بوقرقار بلدية هيليوبوليس، للقضاء على المفارغ العمومية العشوائية، هذا الأخير الذي يستقبل يوميا حوالي 130 طن من النفايات الصلبة الحضارية لثماني بلديات وهي فالمة، هيليوبوليس، بلخير، بومهرة أحمد، قلعة بوصبع والفجوج، بن جراح، ولخزارة، كما أوصوا الجماعات المحلية، أن تسعى لتحسين الاطار المعيشي للمواطن، بالسهر على نظافة المحيط، مع انجاز المساحات الخضراء، والحدائق العمومية، ومنع تربية الحيوانات داخل التجمعات السكنية، وتفعيل المجهودات الجمعوية، للنهوض بقطاع البيئة نحو الأحسن، وذلك بتضافر جهود الجميع من ادارة، منتخبين، جمعيات البيئة، جمعيات الأحياء، وغيرها من التنظيمات الأخرى، وحتى المواطنين، كما أنه يجب على جميع البلديات العمل على إنجاز مخطط تسيير للنفايات المنزلية، فالبيئة هي كل ما يحيط بالانسان والعالم الخارجي الذي يؤثر على البشر من خلال الجو، والأرض والمياه والتي أصبحت اليوم تشكل هاجسا حقيقيا لدى دول العالم، التي بدأت تدق ناقوس الخطر، وصار مشكل البيئة تحديا كبيرا خاصة لدى الدول الصناعية الكبرى والتي تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية في التلوث. مومد حسين