أكملت كوريا الشمالية عملية نصب صاروخ بعيد المدى يحمل قمرا اصطناعيا للمراقبة في المدار تعتزم إطلاقه قريبا وذلك بعد سبعة أشهر من تجربة فاشلة اعتبرتها الدول الغربية "اختبارا خفيا لصاروخ بعيد المدى يمكن تزويده بقدرات نووية". وفي أحدث إشارة إلى قرب موعد إطلاق الصاروخ أكملت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء عملية تجميع المراحل ال 3 لصاروخ طويل المدى بمنصة للإطلاق في قاعدة دونغ تشانغ ري في شمال غرب البلاد حسب ما أعلن مسؤول حكومي كوري جنوبي. ومن المتوقع أن تبدأ بيونغ يانغ بتثبيت معدات الدعم مثل الكاميرات وأجهزة الرادار والقياس قبل تزويد الصاروخ بالوقود. وأفاد مسؤولون بأنه عندما يتم تزويد الصاروخ في عطلة نهاية الأسبوع بالوقود من المتوقع أن يتم إطلاق الصاروخ خلال 3 أيام أي في الفترة ما بين 10 و12 ديسمبر. وكان مصدر عسكري كوري جنوبي أعلن في وقت سابق اليوم أن سيول قررت نشر رادار غرين فاين 1 و2 استباقي استعدادا لإطلاق كوريا الشمالية صاروخا طويل المدى يحمل قمرا صناعيا. وبعد تركيب راداري غرين فاين 1 و2 يمكن للجيش مراقبة جميع أجزاء شبه الجزيرة الكورية بصورة دائمة نتيجة تركيبهما في مكان ثابت. وكانت بيونغ يانغ قد أعلنت السبت الماضي اعتزامها إطلاق صاروخ طويل المدى خلال الفترة ما بين 10 - 22 ديسمبر لوضع ما أسمته "قمر صناعي تشغيلي" في المدار، وذلك في الوقت الذي تشكك فيه الكثير من دول العالم بأن عملية إطلاق الصاروخ هي في الواقع "اختبار لصواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية". وكان بيان اللجنة الكورية الشمالية لتكنولوجيا الفضاء أكد أن مهمة ديسمبر "ستجري بتطابق كامل" مع المعاهدات الدولية بشأن إطلاق الأقمار الإصطناعية. وقد أثار إعلان كوريا الشمالية إطلاق صاروخ بعيد المدى قلق الجارة الجنوبية التي تنظم إنتخابات رئاسية في 19 ديسمبر الحالي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن "الحكومة تعبر عن قلقها البالغ وتدين هذا العمل الإستفزازي الذي يتحدى قرارات الأممالمتحدة وقد تكون له إنعكاسات كبيرة على الشمال المعزول أصلا". وللحد من إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ بدأت الحكومة الكورية الجنوبية اعتبارا من أول أمس الإثنين سلسلة من الاتصالات مع كل من الولاياتالمتحدة والصين واليابان وروسيا لمناقشة سبل مواجهة القضية. وتسعى كوريا الشمالية منذ عقود إلى تطوير تقنية الصواريخ لكن كل تجاربها لم تسفر عن نتائج كبيرة وقامت في 2006 و 2009 بتجربتين نوويتين فرض مجلس الأمن الدولي على إثرهما عقوبات قاسية على بيونغ يانغ. دوليا أثار الإعلان الجديد لكوريا الشمالية بإطلاق صاروخ بعيد المدى قلق الأممالمتحدة ب"اعتباره يشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1874 لعام 2009". وكان مجلس الأمن الدولي قد حذر بيونغ يانغ من القيام بتجربة إطلاق الصاروخ وقال رئيس المجلس السفير البرتغالي جوزيه فيليب مورياس كابرال "كلنا متفقون على أننا لا ننصح إطلاقا بالقيام بهذه التجربة". وطالب الأمين العام الأممي بان كي مون كوريا الشمالية ب"عدم إجراء أية عمليات إطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، والذي من شأنه أن يزيد حدة التوتر في المنطقة وحثها على إعادة النظر في قرارها ووقف جميع الأنشطة المتصلة ببرنامجها الصاروخي على النحو المطلوب من قبل مجلس الأمن". من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اجتماع لمجلس الحلف الاطلسي وروسيا أمس الثلاثاء "موسكو ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الضغط على كوريا الشمالية لمنعها من القيام بإطلاق صاروخ". وفي ذات السياق أكدت الصين "حق كوريا الشمالية الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي باعتبارها دولة ذات سيادة. غير أنه بناء على الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية وقيود قرارات مجلس الأمن الدولي تأمل الصين أن تتصرف كوريا بناء على الوضع الشامل للسلام والاستقرار بشبه الجزيرة الكورية وتتعامل بحكمة". واعتبرت تركيا بدورها أن التجربة الكورية الشمالية قد تعيق الجهود الدولية الخاصة بالمصالحة السياسية في شبه الجزيرة الكورية قائلة أن مثل هذا التطور لن يمثل استفزازا يقوض فقط التوقعات الدولية من كوريا الشمالية بالتصرف بمسؤولية ولكنه يمثل ايضا انتهاكا واضحا لقراري مجلس الأمن الدولي 1718 و 1874 .