أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أثبتت للعالم أجمع تمسك الشعب الجزائري بهويته وأرضه. و في محاضرة احتضنها المركز الثقافي الإسلامي بالجزائر العاصمة أوضح غلام الله أن تلك المظاهرات كان لها "وقعها الشديد على القوة الإستعمارية" حيث شكلت "برهانا قاطعا" على أن الثورة مستمرة مثلما كانت "ردا صارما" على الجنرال شارل ديغول "الذي كان مقتنعا باستجابة الجزائريين لمبادرة +سلم الشجعان+ التي كان قد أعلن عنها". و من بين أهم النتائج التي أفرزتها هذه المظاهرات— يضيف الوزير— "نجاحها في إسماع صوت الجزائر على المستوى الدولي" حيث "بات تمسك الجزائريين بوحدة بلادهم ووقوفهم إلى جانب قادة المقاومة أمرا واضحا لا يقبل النقاش أو الشك". وبهذه المناسبة حث غلام الله الجيل الجديد من الشباب على الإستلهام من مظاهرات 11 ديسمبر "التي شكلت منعرجا حاسما في تاريخ الثورة المجيدة وقامت على المبادئ التي طالما آمن بها الشعب الجزائري ودافع عنها". وأضاف أن هذه القيم مبنية على "حب الوطن والإستماتة في الحفاظ على هويته التي سعى الإستعمار الغاشم على مدار أزيد من 130 سنة إلى طمسها دون جدوى". كما أكد على أن "شباب اليوم يتعين عليهم أن يعوا جيدا أن مصدر قوة هذا الشعب هو الشعور بالإنتماء إلى هذه الأرض الطيبة". بدوره قدم الباحث في الحركة الوطنية رابح زغدان شهادة حية عن مجريات هذه المظاهرات التي انطلقت شرارتها من العاصمة لتمتد إلى العديد من المدن لتدوم قرابة الأسبوع. وعاد زغدان بذاكرته إلى تلك الفترة التي لخص فيها أفراد الشعب الجزائري بمختلف مكوناته مطالبهم في عبارة واحدة "تحيا الجزائر المستقلة" وهي الجملة التي امتد دويها إلى الخارج بعد أن حاولت فرنسا الترويج لفكرة أن الثورة قد قضي عليها. و في ذات السياق احتضن بهو المركز الثقافي الإسلامي بالتنسيق مع الأرشيف الوطني معرضا للصور و الوثائق التاريخية ذات الصلة بهذه المظاهرات التي شكلت —حسب المؤرخين— "علامة فارقة في تاريخ كفاح الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي".