أكد «رضا مالك» رئيس الحكومة الأسبق وعضو الوفد الجزائري المفاوض في اتفاقيات إيفيان أمس أن الصحراء الغربية ستحصل على الاستقلال الكامل مستقبلا، وذلك خلال محاضرة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بمنتدى المجاهد. وصرح «رضا مالك» أنه لا يوجد «حكم ذاتي» لم يتحول إلى استقلال تام للبلاد المستعمرة، مشيرا إلى أن «المغرب التي تتحدث حاليا عن حكم ذاتي داخلي في الصحراء الغربية ستستسلم عاجلا أم آجلا ليتحول ذلك إلى استقلال تام للصحراويين». وفي سياق ذي صلة ربط «رضا مالك» ما يحدث بأراضي الصحراء الغربيةالمحتلة، بما حدث في الجزائر خلال العام 1960 من مظاهرات طالب فيها الجزائريون بجزائر مستقلة، وكيف ساهمت المظاهرات آنذاك بنسبة كبيرة في الذهاب إلى المفاوضات، بالإضافة إلى الكفاح والحرب التي دخل فيها الجزائريون والثورة التي ساهمت بشكل كبير في استقلال الجزائر والقارة الإفريقية، مستشهدا بالذكرى الخمسين التي تحيي يوم المصادقة على اللائحة الأممية لتصفية الاستعمار وحق تقرير مصير الشعوب والاستقلال الكامل، مضيفا أن هذا الحدث وبفضل نشاط الوفود الجزائرية في الخارج والمظاهرات والجهود والنضال الدائم والمتواصل، الذي كان يقوم به الشعب الجزائري «تحصلنا على الاستقلال التام بتحرير البلاد من قبضة الاستعمار الغاشم». وأضاف رئيس الحكومة الأسبق أن الصحافة الفرنسية التي كانت متواجدة في الجزائر آنذاك للحديث عن مجيء «شارل ديغول»، سرعان ما صبت اهتمامها على الشعب الجزائري والمظاهرات التي قام بها، حيث اعترفت أن هذا الشعب لا يريد إلا الاستقلال، كما كانت الصحافة الفرنسية تتحدث مع الجزائريين في المقابر وتحديدا في الليل عندما كان يدفن الشهداء الذين سقطوا في 11 و12 ديسمبر. وخلال هذه الندوة التي نظمتها جريدة المجاهد حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي أحيت الجزائر ذكراها ال50 أمس، أكد شاهد عيان من مدينة القصبة العريقة بالعاصمة خلال المحاضرة التي شارك فيها سفراء من دول الصين، جنوب إفريقيا، وإيطاليا، بأن المصاليين هم الذين أطلقوا شرارة المظاهرات منذ 50 عاما في شوارع القصبة، ليتم تبنيها فيما بعد من طرف كامل الشعب الجزائري، وبدل الشعار القائل «الجزائر جزائرية» الذي كان يردده المصاليون، قاموا بحمل شعار آخر بعنوان «الجزائر مستقلة» لتستغل فيما بعد جبهة التحرير الوطني المظاهرات، وتكسب الرهان بافتكاك الاستقلال.