كشف البروفيسور كمال الدين بوهيدل المختص في مجال كيمياء المياه يوم الإثنين عن أن الجزائر تسجل تأخرا بنحو 40 سنة في مجال تكنولوجيات استرجاع المياه الملوثة وتثمينها. و أوضح البروفيسور بوهيدل في محاضرة إفتتح بها الملتقى الدولي الأول حول تعبئة و استغلال الموارد المائية الذي تحتضنه جامعة باتنة على مدى يومين أنه في الجزائر "لا يتم استرجاع المياه فيما يبقى الاستثمار في هذا المجال جد ضئيل". وتطرق هذا الباحث في مداخلته التي عالجت التطبيقات البيئية لكيمياء المياه إلى إشكالية هذه الطاقة الحيوية في الجزائر التي تظل "بعيدة عن الاستغلال الأمثل لعنصر الماء". وذكر أنه في الوقت الذي يستعمل في مركب الحجار للحديدي و الصلب ما بين 20 إلى 25 متر مكعب من الماء للطن الواحد من الفولاذ تستهلك اليابان في ذات العملية أقل من 7 متر مكعب من الماء . وتساءل المحاضر في هذا السياق عن "جدوى" تحلية مياه البحر التي تكلف الدولة مبالغ باهظة وبالعملة الصعبة في "ظل غياب تكوين جزائريين مختصين" في هذه التقنية الجد حديثة والتي "تبقى مفاتيحها حاليا بأيدي مشرفين أجانب". ورأى البروفيسور بوهيدل أنه من الضروري معرفة دقيقة بكيمياء المياه لمعالجتها والمحافظة عليها من أي عامل ملوث .كما تسمح أيضا باسترجاعها وكذا استرجاع المواد الملوثة لهذا العنصر الضروري للحياة ومن بينها المعادن الثقيلة التي تطرحها الوحدات الصناعية في الطبيعة . وأشار ذات المختص في هذا الصدد إلى أهمية كيمياء الماء والمحيط الذي يعد اختصاص تنفرد به جامعة باتنة على المستوى الوطني حيث تم تخرج أول دفعة ماستر في نوفمبر المنصرم في حين ينتظر استحداث أول دفعة دكتوراه في بداية 2013 في هذا الاختصاص على مستوى قسم الري . وتم أيضا هذا السياق أيضا التطرق إلى تجربة مخبر الكيمياء وكيمياء المحيط بجامعة باتنة الذي يضم 4 فرق بحث يخص لأول الرقمنة والثاني معالجة المياه والثالث استقرار السدود والأخير الري الحضري. ويهدف هذا الملتقى -الذي يشارك فيه باحثون من مختلف أنحاء الوطن ومختصون من فرنسا وتونس حسب رئيس اللجنة العلمية للتظاهرة ورئيس قسم الري بمعهد الهندسة المدنية والري والهندسة المعمارية بجامعة باتنة الدكتور عمار تيري-إلى تبادل الخبرات والتجارب بين المهتمين إلى جانب تكوين الطلبة في الاختصاص . ويشكل أيضا فضاءا لطرح بعض الانشغالات والحلول المقترحة لها لاسيما فيما يخص تعبئة الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية والمحافظة عليها. وتجري أشغال هذا الملتقى الذي بادر إلى تنظيمه قسم الري بجامعة باتنة ويحتضنه مركز البحث العلمي في شكل ورشات تقنية بالإضافة إلى إلقاء محاضرات من طرف مختصين في الميدان . وشهد اليوم الأول من هذا الملتقى حضورا ملفتا لطلبة الاختصاص فيما غابت عن أشغاله الكثير من القطاعات ذات الصلة الوثيقة بعنصر الماء.