حذر الاخضر الابراهيمي، المبعوث الأممي العربي المشترك، الى سوريا بما اسماه ب " صوملة " سوريا وأعلن عن مقترح لحل الأزمة في البلاد. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية بمقر الجامعة اليوم إن الوضع في سوريا "سيء جدا " وان وتيرة التفاقم تزداد بسرعة واعتبر ان امام سوريا وضعين وهما اما حل سياسي يرضي ويحقق طموحات الشعب السوري او ان سوريا ستتحول الى "جحيم" على النموذج الصومالي حيث يصبح يتحكم في اوضاع البلاد امراء الحرب. وتوقع الابراهيمي ان يزداد الحال سوءا ويلقى نحو 100 الف شخص مصرعهم اذا استمرت الازمة في سوريا اشهرا اخرى وسيدفع ذلك الى هجوم مئات الالاف من اللاجئين على لبنان والاردن وما سينجر على ذلك من اثار مشددا على ان معالجة الأزمة السورية مسؤولية المنطقة ليست من منطلق أخوي ولكن من منطلق مسؤولية الدفاع عن أمن هذه الدول نفسها ومسؤولية دولية من المجتمع الدولي فمجلس الأمن مسؤول عن السلم والأمن في العالم وان السلم والأمن في العالم سوف يبقى مهددا من سوريا إذا لم يتم حل الازمة خلال بضعة أشهر. وأكد الابراهيمي ان اسس الحل السياسي موجودة وتم التوافق عليها من قبل معظم دول المنطقة وكل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية في جنيف في جوان 2012 ولكن مع الأسف كانت السعودية وإيران غائبتين مؤكدا أن السوريين يستطيعون أنفسهم إنهاء الحرب والاقتتال وبناء مستقبل سوريا . وأوضح المبعوث الدولي الى سوريا أن أهم عناصر الحل وقف إطلاق نار ثم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وإتخاذ خطوات مختلفة تؤدي إلى انتخابات تكون أما بانتخاب رئيس إذا تم الإتفاق على أن النظام الرئاسي أو انتخاب برلمان وهو الأرجح لأن كما اتصور السوريين لايريدون نظاما رئاسيا كما كان في العقود الماضية. وقال ان هذا الموضوع تم التحدث بشانه في سوريا و كذلك في لقاءاته مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكية هيلاري كلينتون ومساعديهم .وتابع "نحن نواصل الاتصالات والتعاون وكل الاجتماعات بينا وبينهم تم خلالها بحث الحل السلمي والضروري والمستعجل". وحول اصرار المعارضة على تنحي الرئيس السوري بشار الاسد قال الابراهيمي "من حق المعارضة ان تطالب بتنحي الرئيس" ولكن المشكل هو في كيف "هم يقولون منذ سنتين ضرورة تنحي الأسد ولكنه مازال موجودا فالحديث عن الرغبة المشروعة يجب أن يتبعه عمل وأنا مقترح أسلوب العمل يؤدي إلى تغيير حقيقي شامل فلا يمكن أن تحكم سوريا مثلما حكمت في الأربعين عاما الماضية ولدينا مقترح اعتقد أن المجتمع الدولي سوف يتنباه". وقال إنه ليس لدى الجانبين إرادة للجلوس والتفاوض فالجانبان لايتحدثان مع بعضهما بل من خلال وسيط مؤكدا انه لم يقل ابدا في تصريحاته ان الرئيس السوري ينبغي ان يبقى كما لم يقل ان الحكومة تتشكل بعد نهاية ولايته في 2014 مؤكدا ان الحل ينبغي ان يكون اليوم قبل الغد نظرا لتدهور الوضع المتفاقم في سوريا. وأضاف في رده على اسئلة الصحافيين ان تقييمه للوضع في سوريا منطلق من الواقع للبحث عن الحل والتحذير من التباطء مؤكدا ان الحل حاليا مايزال ممكنا ولكنه يزداد صعوبة كل يوم. وقد جاء المؤتمر الصحفي عقب مباحثات اجراها الاخضر الابراهيمي مع العربي بمقر الجامعة العربية في ختام زيارته لكل من دمشق وموسكو. وقال الإبراهيمي إنه أطلع العربي على نتائج الزيارتين مشددا على أن الوضع في سوريا سيء جدا مضيفا ان هناك 4 ملايين سوري هائمون مليونان نازحان داخل سوريا ومليونان لم ينزحوا من قراهم وبيوتهم ولكنهم في أمس الحاجة إلى كل شيء على رأسها الطعام والتدفئة وأردف "هؤلاء ليسوا أرقاما ولكنهم بشر نساء أطفال وشيوخ" . وقال المبعوث الدولي ان اللاجئين عددهم يصل إلى نصف مليون منهم في الأردن وتركيا ويعيشون في اوضاع مزرية وحذر من أن عدد اللاجئين سوف يزيد عن أكثر من مليون. وردا على سؤال أن مافهم من كلامه أن الأسد ألمح له أنه سوف يستخدم الأسلحة الكيماوية.. قال الإبراهيمي "لم أقل أي شيء عن الأسلحة الكيماوية".